كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

(ولقول) طاوسٍ: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على يده اليسرى ثم يشدّ بينهما على صدره وهو فى الصلاة " أخرجه أبو داود (¬1) {286}
وهو إن كان مرسلا، فهو حجة عند أكثر الأئمة مطلقا وعند الشافعى إذا ورد ما يقويه. وقد ورد (روى) قَبيصة بن هُلْبٍ عن أبيه قال: " كان النبى صلى الله عليه وسلم يؤمُّنا فيأخذ شِماله يمينه " أخرجه أحمد وابن ماجه والترمذى وحسَّنه (¬2) {287}
(وعن) أحمد أيضا أنه مخير فى ذلك، لن الكل مروىّ عن النبى صلى الله عليه وسلم. والأمر فيه واسع (وقالت) الشافعية: يسن للرجل والمرأة وضع بطن كف اليمنى على ظهر كف اليسرى تحت صدره وفوق سرته باسطا أصابع اليمنى على رسغ اليسرى أو على ساعدها لما تقدّم عن وائل عند أبى خُزيمة وعن طاوسٍ (¬3) (ولقول) جَرير بن عبد الحميد: " رأيت عليا رضى الله عنه يُمْسِك شماله بيمينه على الرُّسْغ فوق السرة " أخرجه أبو داود (¬4). وهو إن كان من فعل على فهو حجة لأن مثل هذا لا يكون من قبل الرأي. وعلى الجملة فقد صح أن الوضع هو السنة دون الإرسال. وثبت أن محله الصدر أو فوق السرة أو تحتها.
هذا. والحكمة فى هذا الوضع إظهار التضرع والخشوع للواحد المعبود،
¬_________
(¬1) 166 ج 5 - المنهل العذب (وضع اليمنى على اليسرى فى الصلاة).
(¬2) ص 172 د 3 - الفتح الربانى. وص 140 ج 1 - ابن ماجه. وص 213 ج 1 - تحفة الأحوذى (وضع اليمنى على الشمال فى الصلاة) و (هلب) - بضم فسكون - صحابى. وقيل اسمه يزيد بن قنافة الطائى. وهلب لقب.
(¬3) تقدما رقم 285 و 286.
(¬4) ص 164 ج 5 - المنهل العذب (وضع اليمنى على اليسرى فى الصلاة) و (الرسغ) بضم الراء وسكون السين، المفصل بين الساعد والكف

الصفحة 219