كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

موقوفا على عمر، وقال هو الصواب. وأخرجه الترمذى من طريق حارثة ابن أبى الرِّجال عن عَمْره عن عائشة وقال: لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وحارثة قد تُكلم فيه من قِبَل حفظه (¬1) {290}
فالحديث روى من عدّة طرق مرفوعا وفى بعضها مقال، لكن لكثرتها يقوّى بعضها بعضا، وروى موقوفا على عمر، وهو فى حكم المرفوع، لأن مثله لا يقال من قبل الرأى، فالحديث قوىّ والعمل به صحيح. وقد أخرج مسلم فى صحيحه أنّ عمر كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك (وروى) سعيد ابن منصور عن أبى بكر الصديق أنه كان يستفتح به. وكذا رواه الدار قطنى عن عثمان وابن المنذر عن ابن مسعود (¬2) " واختيار "هؤلاء وجهر عمر به أحياناً بمحضر من الصحابة ليتعلّمه الناس مع أنّ السنة إخفاؤه " يدلّ " على أنه الأفضل وأنه الذى كان النبى صلى الله لعيه وسلم يداوم عليه غالباً (¬3).
وهو سنة عند الحنفيين حتى فى صلاة الجنازة وللمأموم، لكن المسبوق لا يأتى به حال جهر الإمام. بل يأتى به إذا قام لقضاء ما سُبق به. وإذا أدرك الإمام فى الركوع أو السجود أو القعود، فإن غلب على ظنه أنه ل أتى به أدرك الإمام فيما هو فيه، أتى به قائما، وإلا لا يأتى به.
¬_________
(¬1) 188 ج 5 - المنهل العذب (الاستفتاح بسبحانك). وص 112 - الدار قطنى. وص 203 ج 1 - تحفة الأحوذى (ما يقول عند افتتاح الصلاة) و (سبحانك .. ) أى اعتقد أنك يالله منزه عن كل نقص وأحمدك بحمدك. فالواو عاطفة لا زائدة (وتبارك) (اسمك) أى تكاثر برك وإحسانك (وتعالى جدك) أى علت عظمتك، ارتفع سلطانك وغناك عما سواك.
(¬2) ص 211 ج 2 - نيل الأوطار.
(¬3) ص 212 منه (الاستفتاح).

الصفحة 222