كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

(قال) الزرقانى: وعن مالك استحباب قول المصلى قبل القراءة وبعد تكبير الإحرام: سبحانك اللهم وبحمدك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك. وجهت وجهى الآية. اللهم باعد بينى وبين خطاياى كما باعدت بين الشمرق والمغرب. ونقنى من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
واغلسنى من خطاياىَ بالماء والثلج والبردَ أهـ بتصرف (¬1).
(ومنه) تعلم أن ما اشتهر عن المالكية من أن الدعاء الاستفتاح مكروه لا دليل له. فهاهو ذا الإمام مالك يستحبه ويفعله.
(فائدة) اتفق العلماء على أن الاستفتاح لا يشرع غلا فى الركعة الأولى (لقول) أبى هريرة: " كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا نهض فى الركعة الثانية افتتح القراءة بالحمد لله رب العالمين ولم يسكت " أخرجه مسلم
والنسائى وان ماجه (¬2) {294}
ولأن الاستفتاح لمجموع الصلاة فلا يتكرر.
(7) ويسنّ - عند الحنفيين والشافعى وأحمد والجمهور - التعوّذ فى الصلاة قبل القراءة، لقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (¬3) (وقال) ابن المنذر: جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول قبل القراءة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وقالت) المالكية: يكره فى الفرض دون النفل (لقول) أنس رضى الله عنه: " صليتُ خلْفَ النبى صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر
¬_________
(¬1) ص 217 ج 1 - شرح خليل.
(¬2) ص 303 ج 2 - نيل الأوطار (افتتاح الثانية بالقراءة).
(¬3) سورة النحل: أية 98.

الصفحة 225