كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

وعثمان فكانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين " (الحديث) أخرجه أحمد ومسلم والأربعة إلا النسائى (¬1) {295}
ولكنه لا دليل فيه على هذه التفرقة، فإن افتتاح القراءة بالحمد لله، لا ينافى الإتيان بالاستعاذة قبلها، لما تقدّم أنّ النبى صلى الله عليه وسلم كان يتعوّذ قبل القراءة (واختلف) القائلون باستحباب التعوّذ فى محله وصيغته والجهر به وتكريره فى الركعات (فمحله) قبل القراءة عند الحنفيين والشافعى وأحمد وأكثر الفقهاء والمحدثين، لما تقدم (ولقول) جُبَير بن مُطِعمٍ: " سمعت النبى صلى الله لعيه وسلم يقول فى التطوّع: الله أكبر كبيراً ثلاث مرات والحمد لله كثيراً ثلاث مرات وسبحان الله بكرة وأصيلا ثلاث مرات. اللهم إن أعوذ بك من الشيطان الرجيم من هَمْزه ونفْثِه ونفخه. قلت يا رسول الله: ما هَمْزُه ونفْثُه؟ قال: " أما همزة فالمُوتَةَ التى تأخذ ابن آدم. وأما نفخه الكِبْرُ ونفثه الشِّعْر " أخرجه أحمد وابو داود وابن ماجه وابن حبان (¬2) {296}
¬_________
(¬1) ص 186 ج 3 - افتح الربانى. وص 111 ج 4 - نووى (حجة من لا يجهر بالبسملة). وص 196 ج 5 - المنهل العذب. وص 205 ج 1 - تحفة الأحوذى (افتتاح القراءة بالحمد لله). وص 140 ج 1 - ابن ماجه.
(¬2) ص 178 ج 3 - افتح الربانى. وص 174 ج 5 - المنهل العذب (ما تستفتح به الصلاة). وص 139 ج 1 - ابن ماجه (الاستعاذة فى الصلاة) و (الهمز) بفتح فسكون ف الأصل العصر. يقال همزت الشئ فى كفى أى عصرته. وهمز الإنسان اغتيابه. وسمى به المجنون لأنه سببه. و (الموتة) بضم الميم وسكون الواو. والمراد بها نوع من الجنون والصرع. وكان الكبر من نفخ الشيطان، لأن المتكبر يتعاظم لاسيما إذا مدح بسبب وسوة الشيطان. و (النفث) فى الأصل قذف النفس مع شئ م الريق. وكان الشعر م نفث الشيطان، لأنه يحمل الشعراء على المدح والذمّ فى غير موضعهما. وهذا أمر ينبغى للعاقل البعد عنه كالشئ ينفثه من فيه. ويصح أن يراد بالنفث السحر كما فى قوله تعالى (ومن شر النفاثات فى العقد).

الصفحة 226