كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

الصلاة الجهرية والإسرار بها فى الصلاة السرية. وهو قول الليث بن سعد وإسحاق بن راهوية وغيرهم (لقول) أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول: " الحمدُ لله ربِّ العالمين سبعُ آيات إحداهنّ بسم الله الرحمن الرحيم.
وهى السبعُ المثانى والقرآنُ العظيم. وهى أم القرآنِ وفاتحةُ الكتاب " أخرجه الطبرانى فى الأوسط بسند رجاله ثقات (¬1) {299}
(ولحديث) أبى هريرة رضى الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قرأتم الحمد لله فاقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم، إنها أُمُّ القرآنِ وأُمُّ الكتاب والسبعُ المثانى وبسم الله الرحمن الرحيم إحداها " أخرجه الدار قطنى بسند رجاله ثقات وصحح غيرُ واحد وقفهَ (¬2) {300}
(ولحديث) أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " أخرجه الدار قطنى (¬3) {301}
وأخرج نحوه عن عائشة وأنس رضى الله عنهما.
والأحاديث فى هذا كثيرة ولا منافاة بينها وبين الأحاديث الدالة على الإسرار بها، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يسرّ بها تارة ويجهر بها أخرى والمختار عند الحنفيين والجمهور الإسرار بها (قال) ابن قدامه: ولا تختلف الرواية عن أحمد أن الجهر بها غير مسنون. قال الترمذى: وعليه العمل عند أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين: منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وابن مسعود وابن الزبير وحماد والأوزاعى والثورى وابن المبارك وأصحاب الرأى (¬4)
¬_________
(¬1) ص 109 ج 2 - مجمع الزوائد (بسم الله الرحم الرحيم).
(¬2) ص 118 - الدار قطنى.
(¬3) ص 116 منه.
(¬4) ص 525 ج 1 - مغنى هذا وقد زعم (أ) الحنفيون والحنبلية أن الجهر بالبسملة = منسوخ لقول سعيد بن جبير: كان النبى صلى الله عليه وسلم يجهر (ببسم الله الرحمن الرحيم) - وكان أهل مكة يدعون مسيلمة. الرحمن - فقالوا: إن محمدا يدعو إلى إله اليمامة فأمر النبى صلى الله عله وسلم فأخفاها فما جهر بها حتى مات. أخرجه أبو داود فى المراسيل (انظر ص 361 ج 1 - نصب الراية) (ب) وزعم الشافعية أن الإسرار بها منسوخ لقول ابن عباس: إن النبى صلى الله عليه وسلم لم يزل يجهر فى السورتين (ببسم الله الرحمن الرحيم) حتى قبض. أخرجه الدار قطنى. وفى سنده عمر بن حفص ضعيف أجمعوا على ترك حديثه فلا يجوز الاحتجاج به (انظر ص 347 ج 1 - نصب الراية) (وقال) الحازمى: وطريق الإنصاف أن ادعاء النسخ فى كلا المذهبين متعذر لأن من شرط الناسخ أن يكون له مزية على المنسوخ من حيث الثبوت والصحة. وقد فقدناها هاهنا فلا سبيل إلى القول به. وأحاديث الإخفاء أمتن ثم قال: والحق أن كل من ذهب إلى أى هذه الروايات فهو متمسك بالسنة (انظر ص 362، 363 ج 1 - نصب الراية).

الصفحة 230