كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

الحمدُ لله ربِّ العالمين. يقول الله تعالى: حَمِدنى عبدى. يقول البعد: الرحمن الرحيم. يقول الله تعالى: أثْنى علىّ عبدى. يقول العبد: مالكِ يومِ الدين. يقول الله تعالى: مجَّدنى عبدى. يقول العبد: إياك نعبُدُ وإياك نستعين. فهذه بينى وبين عبدى ولعبدى ما سأل. يقول العبد: اهدنا الصراطَ المستقيمَ صِراطَ الذين أنْعْمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالِّين. فهؤلاء لعبدى ولعبدى ما سأل " أخرجه الجماعة إلا البخارى (¬1) {303}
فالابتداء بالحمد لله دليل على أن البسملة ليست من الفاتحة، وإذا لم تكن منها لا تكون من غيرها (وقالت) المالكية: ليست البسملة آية من القرآن إنما هى بعض آية من سورة النمل. وهو رواية عن أحمد (لقول) عبد الله ابن معبد والأوزاعى: ما أنزل الله بسم الله الرحمن الرحيم إلا فى سورة: {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنِّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} " ورد " بما تقدم عن ابن عباس (¬2) فإنه صريح فى أنها نزلت آية مستقلة " واستدلالهم " بأن القرآ، لا يثبت إلا بالتواتر ولم يوجد " يردّة " أن القراء السبعة اتفقوا عليها، وقراءتهم متواترة، وأن إثباتها فى المصحف دليل قطعىّ على التواتر بل هو أقوى من الرواية القولية
¬_________
(¬1) ص 191 ج 3 - الفتح الربانى. وص 101 ج 4 - نووى (وجوب قراءة الفاتحة) وص 246 ج 5 - المنهل العذب (من ترك القراءة فى صلاته) وص 144 ج 1 مجبتى (ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم) (فإن قيل) فقد روى عبد الله بن زياد بن سمعان الحديث وفيه: قال عز وجل: إنى قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين يقول عبدى إذا افتتح الصلاة: بسم الله الرحمن الرحيم. يقول الله تعالى: ذكرنى عبدى (لقنا) ابن سمعان متروك الحديث لا يحتج به. قاله الدار قطنى. واتفاق الرواة على خلاف روايته أولى بالصواب.
(¬2) تقدم رقم 302 ص 231.

الصفحة 232