كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

أخرجه أحمد والنسائى وأبو داود بسند جيد (¬1) {318}
(ولحديث) ابن عمر أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد يضع يديه قبل ركبتيه. أخرجه الدار قطنى وابن خزيمة وصححه والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم (¬2) {319}
(وروى) عن مالك التخيير بين الكيفيتين (وفضّل) الأولى بان القيم قال وكان صلى الله عليه وسلم - إذا هوى إلى السجود - يضع ركبتيه ثم يديه ثم جبهته وأنفه، هذا هو صحيح ولم يُروَ فى فعله ما يخالف ذلك.
(وأما حديث) أبى هريرة يرفعه: إذا سجد أحدكم فلا يبْرك كما يبرُك البعير. ولْيضع يديه قبل ركبتيه (فالحديث) والله أعلم قد وقع فيه وهم من بعض الرواة. فإن أوّله يخالف آخره. فإنه إذا وضع يديه قبل ركبته فقد برك كما يبرك البعير. فإن البعير إنما يضع يديه أوّلا. ولما علم أصحاب هذا القول ذلك قالوا: ركبتا البعير فى يديه لا فى رجليه. فهو إذا برك وضع ركبتيه أوّلا. فهذا هو المنهى عنه. وهو فاسد لوجوه (أحدها) أن البعير إذا برك فإنه يضع يديه أوّلا وتبقى رجلاه قائمتين. فإذا نهض فإنه ينهض برجليه أولا وتبقى يداه على الأرض وهذا هو الذى نهى عنه صلى الله عليه وسلم وفَعل خلافه (وكان) صلى الله عليه وسلم أولَ ما يقع منه على الأرض الأقربُ منها فالأقرب. وأول ما يرتفع عن الأرض منه الأعلى فالأعلى (وكان) يضع ركبتيه أولا ثم يديه ثم جبهته. وإذا رفع رفع رأسه أولا ثم يديه ثم ركبتيه. وهذا عكس فعل البعير. وهو صلى الله عليه وسلم
¬_________
(¬1) ص 276 ج 3 - الفتح الربانى. وص 165 ج 1 - مجتبى (أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان فى سجوده). وص 280 ج 5 - - المنهل العذب
(¬2) ص 131 - الدار قطنى.

الصفحة 240