كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

نهى فى الصلوات عن التشبه بالحيوانات. فنهى عن بُروكٍ كبروك البعير، والتفات كالتفات الثعلب، وافتراش كافتراش السبع، وإقعاءٍ كإقعاء الكلب، ونقر كنقر الغراب (فهدْى) المصلى مخالف لهدى الحيوانات (الثانى) أن قولهم ربتا البعير فى يديه كلام لا يعقل، ولا يعرفه أهل اللغة. وإنما الركبة فى الرجلين وإن أطلق على اللتين فى يده اسم الركبة فعلى سبيل التغليب.
(الثالث) أنه لو كان كما قالوه، لقال فليبرك كما يبرك البعير. وإنّ أوّل ما يمس الأرض من البعير يداه.
ومن تأمل بروك البعير وعلم أنه نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن بروك كبروك البعير، علم أن حديث وائل بن حُجْر هو الصواب " وكان " يقع لى أن حديث أبى هريرة مما انقلب على بعض الرواة متنه وأصله. ولعله " ولْيَضعْ ركبتيه قبل يديه " ثم قال " حتى رأيت " أبا بكر بن أبى شيبة قد رواه كذلك بسنده إلى أبى هريرة أنّ النبى صلى الله عليه وسلم قلا: " إذا سجد أحدكم فليبدأ بركيته قبل يديه، ولا يبرك كبروك الفحل {320}
(ورواه) الأثرم فى سننه أيضاً عن أ [ى بكر كذلك (وقد) روى عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم ما يصدّق ذلك ويوافق حديث وائل ابن حجر (قال) ابن أبى داود بسنده إلى أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد بدأ بركبتيه قبل يديه. {321}
(وقد) روى ابن خزيمة فى صحيحه من حديث مصعب بن سعد عن أبيه قال: كنا نضع اليدين قبل الركبتين، فأُمِرْنا بالركبتين قبل اليدين {322}
(وعلى هذا) فإن كان حديث أبى هريرة محفوظا فإنه منسوخ (ولكن) للحديث علتان: (إحداهما) أنه من رواية يحيى بن سلمة بن كُهيل وليس

الصفحة 241