كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

(قال) ابن عبد البر: روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قرأ فى المغرب بالمص وبالصافات وبحم الدخان وبسبح اسم ربك الأعلى وبالتين والزيتون وبالمعوذتين وبالمرسلات وبقصار المفصل. وكلها الآثار صحاح مشهورة أهـ.
(وأما) المداومة فيها على قراءة قصار المفصل فهو فعل مروان بن الحكم وخلافُ السنة، ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت كما تقدم. وكذا ما اعتاده الكثير من قراءة الآية القصيرة خلاف السنة (قال) الشوكانى: وأما المغرب فإن النبى صلى الله عليه وسلم لم يستمر فيها على قراءة قصار المفصل. بل قرا فيها بطوال السور وطوال المفصل، وكانت آخر قراءته فيها بالمرسلات.
(قال) الحافظ فى الفتح: وطريق الجمع بين الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم كان أحيانا يطيل القراءة فى المغرب إما لبيان الجواز وغما لعلمه بعدم المشقة على المأمومين أهـ، ويقدح فى هذا الجمع إنكار زيد بن ثابت على مروان مواظبته على قصار المفصل فى المغرب، ولو كانت قراءته صلى الله عليه وسلم السور الطويلة فى المغرب لبيان الجواز، لما كانت مواظبة مروان على قصار المفصل إلا محض السنة، ولما حُسن من زيد بن ثابت الإنكار عليه ولما سكت مروان عن الاحتجاج بمواظبته صلى الله عليه وسلم على ذلك فى مقام الإنكار عليه. وأيضاً فإن بيان الجواز يكفى فيه مرة واحدة. وقد علمت أنه قرأ بالسور الطويلة مرات متعددة (¬1).
(د) القراءة فى العشاء: يسنّ القراءة فيها بأوساط المفصل (لحديث) البراء بن عازب أنّ النبى صلى الله عليه وسلم كان فى سفر فقرأ فى العشاء الأخيرةِ
¬_________
(¬1) ص 260 ج 2 - نيل الأوطار (جامع القراءة فى الصلوات).

الصفحة 279