كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

(وعنه) أنّ النبى صلى الله عليه وسلم قال: " لا يقرَأنّ أحدٌ منكم شيئاً من القرآن إذا جهرتُ بالقراءة إلا بأمّ القرآن " أخرجه الدار قطنى. وقال هذا إسناد حسن ورجاله ثقات كلهم (¬1) {401}
(وأخرجه) أيضاً أحمد والبخارى فى جزء القراءة وصححه وابن حبان والحاكم والبيهقى والدار قطنى من عدة طرق (وعن) أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال: أتقرءون فى صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ؟ فسكتوا قالها ثلاث مرات، فقال قائل، أو قال قائلون إنا لنفعلُ، قال فلا تفعلوا، ليقرأُ أحدكم بفاتحة الكتاب فى نفسه. أخرجه أبو يعلى والطبرانى فى الأوسط ورجاله ثقات (¬2) {402}
وفى هذا أحاديث أخر: (وأجاب) الأولون: بأن النهى فى قوله صلى الله عليه وسلم " لا تفعلوا " محمول على الصلاة الجهرية (روى) أبو هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال: هل قرأ معى أحد منكم آنفا؟ فقال رجل نعم يا رسول الله قال: إنى أقول مالى أُنَازَع القرآن؟ قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها جهر فيه النبى صلى الله عليه وسلم بالقراءة من الصلوات حين سمعوا ذلك. أخرجه مالك والشافعى وأحمد والأربعة وحسنة الترمذى (¬3) {403}
¬_________
(¬1) ص 121 - الدار قطنى.
(¬2) ص 110 ج 2 مجمع الزوائد (القراءة فى الصلاة).
(¬3) ص 161 ج 1 - زرقانى (ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر فيه) وص 139 ج 1 - بدائع المنن. وص 197 ج 3 - افتح الربانى. وص 258 ج 5 - المنهل العذب. وص 146 ج 1 - مجتبى. وص 254 ج 1 - تحفة الأحوذى. وص 144 ج 1 - ابن ماجه (إذا قرأ الإمام فأنصتوا) و (أنازع) بضم الهمزة وفتح الزاى ـ مبنى للمفعول، = أى غالب فى قراءاتى. كأنهم جهروا بالقراءة خلفه فشغلوه " فانتهى الناس عن القراءة الخ " مدرج فى الخبر. والمراد أنهم تركوا الجهر بها.

الصفحة 286