كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

هذا. والرواتب قسمان مؤكدة وغير مؤكدة (أ) فالمؤكدة - عند الحنفيين وبعض الشافعية - اثنتا عشرة ركعة وهى المذكورة فى حديث أم حبيبة أنّ النبى صلى الله عليه وسلم قال: " مّن صلى فى يوم وليلة ثِنْتَى عشْره ركعة بُنى له بيت فى الجنة: أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر صلاةِ الغداةِ " أخرجه الترمذى وقال حسن صحيح. وأخرجه النسائى ولكنْ فيه ذِكْر ركعتين قبل العصر بدل ركعتين بعد العشاء (¬1) {413}
وفيه ردّ على الحسن البصرى فى قوله بوجوب الركعتين بعد المغرب وركعتى الفجر (وقالت) الشافعية والحنبلية: المؤكد منها عشْرُ ركعات (لقول) ابن عمر رضى الله عنهما كانت صلاةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم التى لا يدَع ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الصبح " أخرجه أحمد بسند جيد (¬2) {414}
(وقالت) المالكية: السنة المؤكدة ما كثر ثوابها وأكد طلبها بلا وجوب كالوتر. وركعتا الفجر رغيبةَ اى رغب فيهما الشارع كما سيأتى. والمندوب المؤكد ركعتان قبل الظهر وبعده وقبل العصر وبعد المغرب والعشاء. وللإنسان التطوّع بما شاء، والأكمل التطوّع بما دلت عليه أحاديث الباب.
ويؤيد ما ذهب إليه الحنفيون (قول) عائشة: " كان رسول الله صلى الله
¬_________
(¬1) ص 319 ج 1 - تحفة الأحوذى (من صلى فى يوم وليلة 12 ركعة من السنة ماله من الفضل). وص 256 ج 1 - مجتبى. (بنى له بيت فى الجنة) أى جعل الله لمن أدى هذه الركعات بيتا فى الجنة، ومحله إذا كان أتم الفرائض، وإلا كملت من تطوعه كما تقدم.
(¬2) ص 197 ج 4 - الفتح الربانى (جامع تطوع النبى صلى الله عليه وسلم .. )

الصفحة 294