كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

السنن فى عدة أحاديث ما تقدم (ويستحب) عند الجمهور تأديتهما فى أول الوقت مع التخفيف (لقول) عائشة: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى ركعتين الفجر إذا سمع الأذان ويخففهما " أخرجه أحمد والشيخان وهذا لفظ مسلم (¬1) {422}
والحكمة فى تخفيفهما المبادرة إلى صلاة الصبح فى أول الوقت، واستفتاح صلاة النهار بركعتين خفيفتين ليدخل فى الفرض بنشاط واستعداد تام كما يفتتح قيام الليل بركعتين خفيفتين (ويستحب) الإسرار فى سنة الصبح وأن يقرأ فى الأولى بعد الفاتحة قل يأَيها الكافرون، وفى الثانية قل هو الله أحد، أو يقرأ فى الأولى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (¬2)} وفى الركعة الثانية (إما قوله) {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (¬3)} أو قوله {قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا
¬_________
(¬1) ص 224 ج 4 - الفتح الربانى. وص 30 ج 3 - فتح البارى (ما يقرأ فى ركعتى الفجر). وص 3 ج 6 - نووى. وخص بعضهم استحباب التخفيف بمن لم يتأخر عليه بعض حزبه الذى اعتاد قراءته ليلا. فمن تأخر فى شئ منه قرأة فى سنة الصبح. قال الحسن البصرى: لا بأس أن يطيل ركعتى الفجر يقرأ فيهما من حزبه. رواه ابن أبى شيبة (وقال) النعمان: ربما قرأت فى ركعتى الفجر حزبى من الليل.
(¬2) سورة البقرة: آية 136 (والأسباط) أولاد يعقوب وهم اثنا عشر. ولكل واحد منهم جملة أولاد. والبسط فى بنى إسرائيل كالقبيلة فى العرب. وسموا أسباطا من السبط بفتح فسكون وهو التتابع، فهم جماعة متتابعون.
(¬3) سورة آل عمران آية: 52 (والحواريون) جمع حوارى وهو صفوة الرجل وخاصته.

الصفحة 297