كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

(وقال) الحنفيون: يجوز المرور أمام المصلى فى المسجد الحرام حول المطاف وداخل الكعبة وخلف مقام إبراهيم (وقالت) المالكية: يجوز للطائف المرور أمام مصل لم يتخذ سترة، ويكره المرور أمامه إذا اتخذ سترة وكان للطائف مندوحة. وأما مرور غير الطائف أمام المصلى فى المسجد الحرام فحكمه حكم مروره أمام المصلى فى غيره على التفصيل السابق.
(وقالت) الشافعية: يباح للطائف المرور أمام المصلى مطلقاً لما تقدّمن.
(والحكمة) فى الترخيص فى ترك السترة بالمسجد الحرام ازدحام الناس فيه وكثرة الطائفين به، فلو منع المرور بين يدى المصلى لكان فيه حرج ومشقة وقد قال الله تعالى {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (¬1).
(11) ويسنّ للمصلى إذا سلم من صلاته أن يستغفر الله ثلاثا ويقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركتَ ياذا الجلال والإكرام، اللهم أعِنّى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. ويقرأ آية الكرسىّ، وقل هو الله أحد، والمعوذتين. ويقول سبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله أكبر ثلاثا وثلاثين ويختم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير. ثم يدعو بما شاء من خيرى الدنيا والآخرة. والدعاء بالمأثوم أحب. وقد ورد فى ذلك أحاديث (منها) حديث ثوبان مولى النبى صلى الله عليه وسلم قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا
¬_________
(¬1) سورة الحج بعض آية: 78 وأولها: وجاهدوا فى الله حق جهاده.

الصفحة 334