كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

(وحديث) سُمَىّ عن أبى صالح عن أبى هريرة أن فقراء المهاجرين أتَوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: " ذهب أهل الدُّثور بالدرجات العلا والنعيم المقيم. قال وما ذاك؟ قالوا: يصلون كما نصلى، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويَعتقون ولا نَعتقُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا أُعلِّمُكم شيئا تَدركون به من سبقكم وتَسبِقون بع من بعدكم، ولا يكون أحد أفضلَ منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال تُسبَّحون وتكبِّرون وتحمَدون دبُر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة، فرجع فقراءُ المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سمع إخوانُنا أهلُ الأموال بما فعلْنا ففعلوا مثلَه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك فضْلُ الله يؤتيه م يشاء. قال سُمىّ: فحدّثتُ بعضَ أهلى بهذا الحديث فقال: وِهمْتَ إنا قال تُسبِّح ثلاثا وثلاثين، وتحمَد ثلاثا وثلاثين، وتكبر أربعا وثلاثين، فرجعتُ إلى أبى صالح فقلتُ له ذلك، فأخذ بيدى فقال / اللهُ أكبر وسبحان الله والحمد لله. الله أكبر وسبحان الله والحمد لله حتى تبلغ من جميعهنّ ثلاثا وثلاثين " أخرجه الشيخان واللفظ لمسلم (¬1) {495}
(وروى) سُهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا: " يا رسول الله ذهب أهل الدثور بمثل الحديث
¬_________
(¬1) ص 221 ج 2 - فتح البارى (الذكر بعد الصلاة) وص 92 ج 5 - نووى. و (الدثور) الأموال الكثيرة (حتى تبلغ من جميعهن ثلاثا وثلاثين) لذا قال فى الإقناع: والأفضل أن يفرغ من عدد الكل معا. لكن قال النووى: وذكر " يعنى ملمسا " بد هذه الأحاديث من طرق غر طريق أبى صالح وظاهرها أنه يسبح 33 مستقلة ويكبر كذلك ويحمد كذلك. قال القاضى وهو أولى م تأويل أبى صالح (انظر ص 93 ج 5 - شرح مسلم)

الصفحة 338