كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

والنسائى والدارمى وهو حديث صحيح (¬1) {498}
(وحديث) عبد الله بن عمرو بن العاص أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خَلّتان مَنْ حافظ عليهما أدخلَتاه الجنة، وهما يسير ومن يعمل بهما قليل. قالوا وما هما يا رسول الله؟ قال أن تحمَد الله وتكبره وتسبحه فى دبُر كلِّ صلاة مكتوبة عشراً عشرا، وإذا أتيتَ إلى مضجعك تسبِّح الله وتكبره وتحمُده مائةَ مرة، فتلك خمسون ومائتان باللسان، وألفان وخمسمائة فى الميزان، فأيُّكم يعلم فى اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة " (الحديث) وفيه: ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهنّ بيده. أخرجه أحمد والنسائى بسند صحيح (¬2) {499}
فعلم من هذه الروايات أن التسبيح عقب الصلوات وارد على أعداد مختلفة، فأى عدد منها عمل به الإنسان فقد وافق الوارد. وأكثرها وأقواها رواية التسبيح ثلاثا وثلاثين والتحميد والتكبير كذلك. فالعمل بها أولى. وأخذ من هذه الروايات أنّ مراعاة العدد المخصوص فى الأذكار عقب الصلوات معتبرة، فلا يتعدّاها الذاكر وإلا حرم ثوابها (قال) الحافظ: قد كان بعض العلماء يقول: إنّ الأعداد الواردة فى الذكر عقب الصلوات إذا رُتِّب عليها ثواب مخصوص فزاد الآتى بها على العدد المذكور لا يحصل له ذلك الثواب المخصوص، لاحتمال أن يكون لتلك الأعداد حكمة وخاصية تفوت بمجاوزة ذلك العدد. ثم قال: وقد بالغ القرافى فى القواعد
¬_________
(¬1) ص 58 ج 4 - الفتح الربانى. وص 198 ج 1 - مجتبى (نوع آخر من عدد التسبيح). وص 312 ج 1 - دارمى (فافعلوا) هو تقدير لرؤيا الأنصارى بوحى.
(¬2) ص 59 ج 4 - الفتح الربانى. وص 198 ج 1 - مجتبى (عدد التسبيح بعد التسليم) و (يعقدهن) أى يعدهن بيده الشريفة وهو يذكر الحيدث.

الصفحة 340