كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

فقال: من البدع المكروهة الزيادة فى المندوبات المحدودة شرعا، لأن شأن العظماء إذا حدوا شيئا أحبوا أن يوقف عنده، ويعد الخارج عنه مسيئا للآداب أهـ.
وقد مثله بعض العلماء بالدواء يكون مثلا فيه أوقية سكر فلو زيد فيه أوقية أخرى لتخلف الانتفاع به، ول اقتصر على الأوقية فى الدواء ثم استعمل من السكر بعد ذلك ما شاء لم يتخلف الانتفاع أهـ (¬1). ويمثل أيضا بأسنان المفتاح إذا زيد فيها أو نقص منها لا تفتح، فكذلك العدد المذكور إذا زيد فيه أو نقص لا يحصل الثواب الموعود به، فعليك بالاتباع، واترك الاختراع والنزاع.
(فائدة) يجوز عدّ هذه الأذكار ونحوها بالأصابع أو النوى أو السبحة أو غيرها (لقول) ابن عمرو: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقِد التسبيح بيمينه " أخرجه الثلاثة والحاكم وصححه، والترمذى وحسنه (¬2) {500}
(ولحديث) سعد بن أبى وقاص أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوًى أو حصًى تسبح به فقال: أخْبرِك بما هو أيْسرُ عليك من هذا أو أفضل. فقال: سبحان الله عدد ما خلق فى السماء وسبحان الله عدد ما خلَق فى الأرض وسبحان الله عدد ما خلق فى السماء وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك " أخرجه الثلاثة وابن حبان والحاكم وصححه الذهبى، وقال الترمذى حسن غريب (¬3) {501}
¬_________
(¬1) ص 224 ج 2 - فتح البارى (الذكر بعد الصلاة).
(¬2) ص 166 ج 8 - المنهل العذب (التسبيح بالحصى). وص 199 ج 1 - مجتبى (عقد التسبيح). وص 255 ج 4 - تحفة الأحوذى.
(¬3) ص 163 ج 8 - المنهل العذب (التسبيح بالحصى). وص 277 ج 4 - تحفة الأحوذى (دعاء النبى صلى الله عليه وسلم .. ). وص 548 ج 1 = مستدرك.

الصفحة 341