كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

نزلت فى الدعاء. أخرجه الشيخان (¬1). وهكذا قال أصحابنا إن الذكر والدعاء بعد الصلاة يستحب أن يسر بهما إلا أن يكونإماما يريد تعليم الناس فيجهر ليتعلموا، فإذا تعلموا أسرها. واحتج البيهقى وغيره على الإسرار بحيث أبى موسى الأشعرى قال: " كنا مع النبى صلى الله عليه وسلم وكنا إذا أشْرَفنا على واد هللَّنا وكبّرنا وارتفعت أصواتُنا. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: أيها الناس اربَعوا على أنفسِكم فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبا، إنه معكم سميع قريب " أخرجه الشيخان (¬2) {516}
ومنه تعلم " أن ما عليه " غالب الناس اليوم من رفعهم الصوت بالاستغفار وبعض الأذكار على صوت واحد بعد التسليم من الصلاة " أمر محدث " مخالف لهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح، والخير فى الاتباع (قال) ابن الحاج: فى المدخل وينبغى للإمام أن ينهى الذاكرين جماعة فى المسجد قبل الصلاة أو بعدها أو غيرهما من الأوقات، لأنه مما يشوش به وفى الحديث " لا ضرر ولا ضرار " (¬3) {517}
فأى شئ كان فيه تشويش منه أهـ بتصرف.
(الثالثة) يسنّ للداعى رفع يديه حال الدعاء، ومسح وجهه بهما بعده خارج الصلاة (¬4) (لحديث) ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " سَلوا الله ببطون أكُقِّكم، ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا
¬_________
(¬1) ص 140 ج 1 - تيسير الوصول (قبل سورة الكهف).
(¬2) ص 332 ج 7 - فتح البارى (غزوة خيبر). وص 487 ج 3 - شرح المهذب. واربعوا بفتح الباء، أى ارفقوا.
(¬3) أخرجه أحمد وابن ماجه عن ابن عباس بسند حسن (انظر رقم ص 32 فتاوى أئمة المسلمين).
(¬4) أما الدعاء فى الصلاة فلم يثبت فيه مسح الوجه بعده.

الصفحة 350