كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

بها وجوهكم " أخرجه أبو داود. وقال: روى هذا الحديث من غير وجه عن محمد ابن كعب كلها واهية. وهذا الطريق أمثلها وهو ضعيف أيضا (¬1) {518}
(قال) الحافظ فى بلوغ المرام: وله شواهد منها عند أبى داود من حديث ابن عباس وغيره. ومجموعهما يقضى بأنه حديث حسن (¬2) (ولحديث) يزيد ابن سعيد أنّ النبى صلى اله عليه وسلم كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه " أخرجه أبو داود، وفى سنده عبد الله بن لهيعة متكلم فيه، وحفص ابن هشام مجهول، فالحديث ضعيف (¬3). {519}
وهو يدل بمفهومه على أنه إن لم يرفع يديه فى الدعاء لم يمسح وجهه وهو مسلِّم فقد كان النبى صلى الهل عليه وسلم يرفع يديه فى الدعاء تارة وتارة لا يرفع.
(وهذه) الأحاديث وإن كانت ضعيفة غلا أنها لكثرتها يقوّى بعضها بعضا (وأما) حديث أنس أنّ النبى صل الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه فى شئ من الدعاء إلا فى الاستسقاء فإنه كان يرفه يديه حتى يُرى بياضُ إبْطيه أخرجه الشيخان وأبو داود (¬4) {520}
(فيجمع) بينه وبين هذه الأحاديث بأن الرماد به أنه كان لا يرفع يديه رفعاً مبالغاً فيه إلا فى الاستسقاء.
¬_________
(¬1) ص 150 ج 8 - المنهل العذب (الدعاء) وأمثلها: أى أحسنها. ووجه ضعفه أن فى سنده عبد الله بن يعقوب عمن حدّثه وهو أبو المقدام هشام بن زياد. ضعفه غير واحد من الحفاظ وقال فيه ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج به.
(¬2) ص 343 ج 4 - سبل السلام (الذكر والدعاء).
(¬3) ص 156 ج 8 - المنهل العذب (الدعاء).
(¬4) ص 352 ج 2 - فتح البارى (رفع الإمام يده فى الاستسقاء). وص 190 ج 6 - نووى. وص 11 ج 7 - المنهل العذب (رفع اليدين فى الاسقاء).

الصفحة 351