كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

على محمد النبىّ وأزواجِه أمّهاتِ المؤمنين وذرّيِته وأهلِ بيته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " أخرجه أبو داود والبيهقى (¬1). {522}
¬_________
(¬1) ص 95 ج 6 - المنهل العذب (الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم) وعلى الجملة فقد ورد فى صيغها أخبار وآثار كثيرة منها الصحيح والسن والضعيف، فليأخذ السالك ما صح وما حسن منها وهو ما تقدم، ويترك الضعيف وما الأصل له ولا دليل عليه ومنه صلاة الفاتح وهى: اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، والناصر الحق بالحق، والهادى إلى صراطك المستقيم. وقد بالغ بعض المتصوفة فى هذه الصيغة مبالغة لا تحتمل لا يشهد لها نقل ولا يقبلها عقل. قال العلامة الصاوى فى شرح صلوات الدردير: ثم شرع فى صيغة تسمى صلاة الفاتح تنسب لسيدى محمد البكرى وذكر أن من صلى بها مرة واحدة فى عمرة لا يدخل النار. قال بعض سادات المغرب: إنها نزلت عليه فى صحيفة من الله وأن قراءتها مرة تعدل ثواب ست ختمات قرآنية وأن النبى صلى الله عليه وسلم أخبرنى بذلك أهـ. وهذا القول إن صح يجب تأويله. وقال بعضهم المرّة منها تعدل عشرة آلاف، وقيل ستمائة ألف. من داوم عليها أربعين يوما تاب الله عليه من جميع الذنوب. ومن تلاها ألف مرة فى ليلة الخميس أو الجمعة أو الاثنين اجتمع بالنبى صلى الله عليه وسلم، وفى الثانية الزلزلة كذلك، وفى الثالثة الكافرون كذلك، وفى الرابعة المعوذتين كذلك أهـ (انظر ص 39 الأسرار الربانية على الصلوات الدرديرية) سبحانك هذا بهتان عظيم وضلال مبين يحمل من لا عقل له على عدم تلاوة شئ من القرآن وارتكاب ما يراه من الزور والبهتان، مكتفياً بتلاوة هذه الصيغة المبتدعة .. والله سبحانه وتعالى إنما بعيد بما شرع ويتقرب إليه بما ورد لا بالمحدثات والبدع. قا لالشيخ محمد حسنين مخلوف فى المنهج القويم: ولعله أشار بقوله قال بعض سادات المغرب وقال بعضهم الخ - إلى الشيخ التجانى وأتباعه. وعلى كل حال سواء أكانت منسوبة إلى سيدى محمد البكرى أو يغره فهى ليست من كلام الله القديم أو كلام من أنزلت عليه صحيفتها النورية. ولم ينقل عن أحد أنها ليست من تأليف القطب البكرى سوى الضيخ التجانى فيما رواه عنه = تلميذه الشيخ على حرازم وتبعه سائر التجانية زاعمين أن الشيخ محمد عبد الواحد التجانى قال: أخبرنى صلى الله عليه وسلم أن صلاة الفاتح لم = تكن من تأليف القطب البكرى ولكنه توجه إلى الله = مدة طويلة أن يمنحه صلاة على النبى صلى الله عليه وسلم فيها ثواب جميع الصلوات وسر جميع الصلوات وطال طلبه مدة ثم أجاب الله دعوته فنزلت عليه هذه الصلاة مكتوبة فى صحيفة من النور أهـ. وهذا الخبر على تقدير صحته لا يفيد أن الصيغة الفتحية من كلام الله القديم. انظر تزييف هذا الزعم بالمنهج القويم فى بيان أن الصلاة الفتحية ليست من كلام الله القديم.

الصفحة 354