كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

رجله اليسرى وقعد مُتورِّكا على شقه الأيسر ثم سلم. قالوا صدقتَ. هكذا كان يصلى صلى الله عليه وسلم " أخرجه أحمد والبيهقى والأربعة إلا النسائى وصححه الترمذى (¬1) {535}
فقد اشتملت هذه الأحاديث على كيفية الصلاة الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى معظم أركان الصلاة وواجباتها وسننها على ما تقدم بيانه، ودلت على وجوب الطمأنينة فى الركوع والسجود وباقى الأركان والاعتدال من الركوع والجلوس بين السجدتين.
ومنه تعلم سوء حال من لا يرفعون رءوسهممن الركوع والسجود إلا شيئاً يسيراً بدون طمأنينة محتجين بأنه ليس ركناً عند الحنفيين وقد تقدم أنه فرض عند أبى يوسف وواجب عند النعمان ومحمد. وعلى فرض أنه سنة فقط فَلِمَ يتركون السنة؟ ألم يتذكروا قول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (¬2)} ألم يسمعوا (قول) البنى صلى الله عليه وسلم: " يا معشر المسلمينَ: إنه لا صلاة لم لا يُقيمُ صُلبه فى الركوع والسجود " أخرجه أحمد وابن ماجه وابنحبان وابن خزيمة بسند جيد رجاله ثقات عن علىّ بن شبيان (¬3) {536}
¬_________
(¬1) ص 153 ج 2 - الفتح الربانى (جامع صفة الصلاة). وص 131 ج 5 - المنهل العذب (فاتتاح الصلاة). وص 249 ج 1 - تحفة الأحوذى (وصف الصلاة). وص 146 ج 1 - ابن ماجه (رفع اليدين إذا ركع .. ) (فلا يصب) بفتح فضم. وفى نسخة فلا يصوّب رأسه أى لم يُمِلْه إلى أسفل (ويقنع) بضم أوله من أقنع إذا رفع رأسه حتى تكون أعلى من ظهره (ويفتخ) بالخاء المعجمة، أى يثنيها بأن يجعل بطون الأصابع إلى الأرض ورءوسها إلى القبلة.
(¬2) سورة الأحزاب: آية 21.
(¬3) ص 268 ج 3 - الفتح الربانى (وجوب الرفع من الركوع). وص 147 ج 1 - ابن ماجه (الركوع فى الصلاة).

الصفحة 363