كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

(وقوله) صلى الله عليه وسلم: " لا ينظُر الله إلى صلاة عبد لا يقيم فيها صُلْبه بين ركوعها وسجودها " أخرجه أحمد والطبرانى فى الكبير بسند رجاله ثقات عن طلق بن على الحنفى (¬1) {537}
والأحاديث فى هذا كثيرة وكلها تدل على أن صلاة غالب أهل الزمان غير صحيحة، فإنهم لا يطمئون فى ركوعهم واعتدالهم وسجودهم وجلستهم بين السجدتين كما هو مشاهد ويدّعون أنهم اطمأنوا طمأنينة كافية، ولا يقبلون النصيحة ممن نصحهم بل يشنعون عليه تشنيعاً لا يصدر بعضه منهم لمن اقترف إثماً عظيما. وياليتهم وقفوا عند هذا الحدّ، بل تجاوزوه إلى إيذاء من رأوه يصلى صلاة صحيحة، وإذا صلى أحدهم خلف من وقفه الله للصلاة الصحيحة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاب عليه وربما قطع الصلاة وصار يقبح فعله ويجهله ويقول: قال صلى الله عليه وسلم: " من أَمّ بالناس فليخفف " جهلا منه بالتخفيف المأمور به فى الحديث وقد تقدّم بيانه (¬2). نعوذ بالله من نفوسنا ومن الجهل المركب وعمى البصيرة.
(ولا تستغرب) أيها العاقل هذا من أهل زمانك، فقد وقع التساهل فى الصلاة من زمن بعيد (قال) الإمام أحمد رحمه الله: وقد جاء فى الحديث: يأتى على الناس زمان يصلون ولا يصلون، وقد تخوّفت أن يكون هذا الزمان، ولقد صليت فى مائة مسجد فما رأيت أهل مسجد يقيمون الصلاة على ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه رضوان الله عليهم
¬_________
(¬1) ص 268 ج 3 - الفتح الربانى. وص 120 ج 2 - مجمع الزوائد (فى الركوع والسجود).
(¬2) ص 281 (القراءة فى العشاء).

الصفحة 364