كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 2)

فاتقوا الله وانظروا فى صلاتكم وصلاة من يصلى معكم (¬1) أهـ (وهذا) بالنسبة لأهل زمانه رحمه الله تعالى (¬2) فما بالك بأهل زماننا الذى صار المعروف فيه منكرا، المنكر معروفا، والسُّنَّة بدعة، والبدعة سنة، ومُظْهِر الحق ماله من نصير، ومظهر الباطل له أنصار، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
(وما) أجهل هؤلاء الذين لم يطمئنوا فى صلاتهم: (أ) بأن من ينقر صلاته يموت على غير ملة الإسلام والعياذ بالله تعالى كما تقدم (¬3).
(ب) بأن من فرط فى شئ من الصلاة دعت عليه ورُدّت عليه (روى) عُبادة بن الصامت أنّ النى صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أحسن الرجلُ الصلاة فأتم ركوعها وسجودها قالت الصلاة: حفظك الله كما حفظتنى فترفع، وإذا أساء الصلاة فلم يُتِم ركوعها وسجودها قالت الصلاة ضَيعّك الله كما ضّعتنى فتَلَفّ كما يُلف الثوب الخلَق فيُضرب بها وجهُه " أخرجه أبو داود الطيالسى (¬4) {538}
(وقال) عبادة بن الصامت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا توضأ العبدُ فأحسن الوضوءَ ثم قام إلى الصلاة فأتم ركوعها وسجودها والقراءة فيها قالت: حفظ الله كما حفظتنى. ثم أُضعِد بها إلى السماء ولها ضَوء ونور
¬_________
(¬1) انظر ص 5 - كتاب الصلاة للإمام أحمد.
(¬2) وهم أهل القرن الثانى والثالث، فقد ولد الإمام أحمد ببغداد فى العشرين من ربيع الأول سنه 164 وتوفى فى العاشر أو الحادى عشر من ربيع الأول سنة 241.
(¬3) تقد رقم 211 ص 155 (الرفع من الركوع .. ).
(¬4) انظر رقم 364 ص 294 ج 1 - فيض القدير. وفى سنده:
(أ) محمد بن مسلم بن أبى وضاح وثقه جمع وتكلم فيه البخارى.
(ب) أحوص بن سليم ضعفه النسائى. و (الخلق) بفتحتين البالى.

الصفحة 365