كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 3)

(وقالت) المالكية والشافعية: يستحب أيضاً قراءة المعوذتين فى الثالثة بعد قل هو الله أحد، لقول عبد العزيز بن جُريج: سألت عائشة بأى شئ كان يُوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان يقرأ فى الركعة الأولى بسبح اسم ربك الأعلى، وفى الثانية بقل يأيها الكافرون، وفى الثالثة بقل هو الله أحد والمعوذتين. أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذى وقال: حسن غريب (¬1). {28}
لكن فى سنده خُصَيف وفيه لين، وعبد العزيز بن جريج وفيه مقال. قال فى التقريب: لم يسمع من عائشة، وأخطأ خُصَيف فصرح بسماعه. وإنما حسنة الترمذى، لأنه روى من عدة طرق إسناد بعضها جيد (فقد رواه) الترمذى والدار قطنى وابن حبان والحاكم من حديث عَمْره عن عائشة، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين. وتفرد به يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد. وفيه مقال لكنه صدوق. وقال العقيلى: إسناده صالح لكن حديث ابن عباس وأبىّ بن كعب بإسقاط المعوذتين أصح (¬2).
وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم قرأ بسور أُخر. قال علىّ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوتر بتسع سور من المفصّل، يقرأ فى الركعة الأولى ألهاكم التكاثر، وإذا أنزلناه فى ليلة القدر، وإذا زلزلت الأرض. وفى الركعة الثانية والعصر، وإذا جاء نصر الله والفتح، وإنا أعطيناك الكوثر. وفى الثالثة قل يأيها الكافرون، وتبت يدا أبى لهب، وقل هو الله أحد. أخرجه أحمد ومحمد بن نصر، وفى سنده الحارث الأعور. قال فى التقريب:
¬_________
(¬1) ص 356 ج 4 - الفتح الرباى. وص 52 ج 8 - المنهل العذب وص 184 ج 1 - سنن ابن ماجه (ما جاء فيما يقرأ فى الوتر) وص 341 ج 1 تحفة الأحوذى.
(¬2) ص 176 سنن الدار قطنى. وص 305 ج 1 مستدرك (الوتر).

الصفحة 13