كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 3)

الرجل يقوم لأهله فى رمضان أَيَقْنت بهم فى النصف الباقى من الشهر؟ فقال لم أسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحداً من أولئك قنت وما هو بالأمر القديم وما أفعله أنا فى رمضان أخرجه محمد بن نصر (¬1). {12}
وقال ابن العربى: اختلف قول مالك فيه فى صلاة رمضان قال: والحديث لم يصح والصحيح عندى تركه إذ لم يصح عن النبى صلى الله عليه وسلم من فعله ولا قوله. وفيه نظر. فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم القنوت فى الوتر فى كل السنة كما تقدم. قال العراقى: الحديث فيه صحيح أو حسن.
(7) دعاء الوتر:
ليس فيه دعاء معين فقد ورد فيه أدعية (منها) ما قال الحسن بن علىّ: علمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلماتٍ أقولهن فى قنوت الوتر: اللهم اهدنى فيمن هديت، وعافنى فيمن عافيت، وتولنى فيمن توليت، وبارك لى فيما أعطيت، وقنى شر ما قضيت، فإنك تقضى ولا يُقضى عليك، وإنه لا يَذِل من واليت، ولا يَعِز من عاديتَ، تباركتَ ربنا وتعاليتَ. أخرجه أحمد والأربعة والبيهقى بسند صحيح. وقال الترمذى. حديث حسن لا يعرف عن النبى صلى الله عليه وسلم وأله وسلم شئ أحسن من هذا. وأخرجه البيهقى والنسائى من طريق موسى بن عُقبة عن عبد الله بن علىّ عن الحسن، وزاد بعد قوله تباركت وتعاليت " وصلى الله على النبى محمد " (¬2). {32}
¬_________
(¬1) ص 132 قيام الليل (من يقنت فى الوتر).
(¬2) ص 199 ج 1 - مسند أحمد (حديث الحسن بن على .. وص 54 ج 8 - المنهل العذب (القنوت فى الوتر) وص 252 ج 1 مجتبى (الدعاء فى الوتر) وص 185 ج 1 - سنن ابن ماجه (القنوت فى الوتر) وص 342 ج 1 تحفة الأحوذى وص 290 ج 2 - السنن الكبرى (دعاء القنوت) و (اهدنى) أى ثبتنى على الهداية مع من هديتهم من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وإذا كان إماماً عمم فى الدعاء فيقول: اللهم اهدنا = الخ (وقنى شر) أى احفظى من السخط = وعدم الرضا ونحوها مما يترتب على ما قضيته على (فانك تقضى .. ) أى تحكم بما تريد، ولا يحكم عليك، فإنه لا راد لما قضيت (وإنه لا يذل .. ) يذل بفتح الياء وكسر الذال، أى لا يخذل من واليته من عبادك ولا يكون لمن عاديته عز فى الدنيا ولا فى الآخرة وإن أعطى من نعيم الدنيا ما أعطى (تباركت) أى كثر برك وإحسانك، وتنزهت عما لا يليق بجلالك وكمالك.

الصفحة 16