كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 3)

خارج الصلاة وقد روى فيه عن النبى صلى الله عليه وسلم حديث فيه ضعف (¬1) وهو مستعمل عند بعضهم خارج الصلاة. فأما فى الصلاة فهو عمل لم يثبت بخبر صحيح ولا أثر ثابت ولا قياس. فالأولى أن لا يفعله ويقتصر على ما فعله السلف رضى الله عنهم من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه فى الصلاة (¬2). (وقال) ابن قدامة: روى عن أحمد انه قال: لم أسمع فيه بشئ، ولأنه دعاء فى الصلاة فلم يُستحبّ مسحُ وجهه فيه كسائر دعائها (¬3). (وقال) علىّ الباشانىّ: سألت عبد لله " يعنى ابن المبارك " عن الذى إذا دعا مسح وجهه. قال: لم أجد له ثبتاً. أخرجه البيهقى (¬4). {19}
(9) الجماعة فى الوتر:
لا يُصلى فى جماعة - عند الحنفيين والشافعى وأحمد إلا فى رمضان فتستحب فيه الجماعة لمن أحب أن يوتر قبل النوم، لقول قيس بن طلْق: زارنا طلق بن علىّ فى يوم من رمضان وأمسى عندنا وأفطر، ثم قام بنا تلك الليلة وأوتر بنا ثم انحدر إلى مسجده فصلى بأصحابه حتى إذا بقى الوتر قدّم رجلا فقال. أوتر بأصحابك فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا وتران فى ليلة. أخرجه أحمد والثلاثة (¬5).
(وعن جابر) بن عبد الله أن النبى صلى الله عليه وسلم قام بهم فى رمضان فصلى ثمان ركعات وأوتر ثم انتظروه من القابلة فلم يخرج إليهم فسألوه فقال:
¬_________
(¬1) هو حديث ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: سلوا الله ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها فإذا فرغتّم فامسحوا بها وجوهكم. أخرجه أبو داود. وقال: روى هذا الحديث من غير وجه كلها واهية. وتمامه بص 351 ج 2 دين.
(¬2) ص 212 ج 2 - السنن الكبرى.
(¬3) ص 790 ج 1 - مغنى.
(¬4) ص 212 ج 2 - السنن الكبرى.
(¬5) تقدم عجزه رقم 13 ص 6 (ثم انحدر إلى مسجده) أى ثم خرج إلى المسجد الذى كان يصلى فيه إماماً. فالإضافة فى مسجده لأدنى ملابسة. ولفظ أحمد " ثم انحدر إلى مسجد ريمان " بفتح الراء، موضع أضيف إليه المسجد.

الصفحة 20