كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 3)

خشيتُ أن تُكتب عليكم الوترُ. أخرجه ابن حبان وابن نصر وأبو يعلى والطبرانى فى الصغير. وفيه عيسى بن جاريةً وثقه ابن حبان وغيره. وضعفه ابن معين (¬1). {34}
هذا واختلفوا هل الجماعة فيه أفضل؟ فعند الحنفيين الصحيح أن الجماعة فيه أفضل. واختار بعضهم أن يوتر فى منزله لا بجماعة، لأن الصحابة لم يجتمعوا على الوتر بجماعة فى رمضان كما اجتمعوا على التراويح. وقد علم من حديث جابر أنه صلى الله عليه وسلم كان أوتر بهم ثم بين العذر فى عدم مواظبته على الجماعة فى الوتر وهذا يقتضى سنيتها فيه " فلعل " من تأخر عن الجماعة فيه " أحبّ " أن يصلبه آخر الليل فإنه أفضل عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً (¬2) فأخره لذلك. والجماعة فيه إذا ذاك متعذرة فلا يدل ذلك على أن الأفضل فيه ترك الجماعة لمن أحب أن يوتر أول الليل أفاده ابن الهمام (¬3) وقال ابن قدامة: قال أبو داود: سمعتُ أحمدَ يقول: يُعجبنى أن يصلى مع الإمام ويُوتر معه قال النبى صلى الله عليه وسلم " إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له بقية ليله (¬4) قال: وكان أحمد يقوم مع الناس ويُوتر معهم. قال الأثرم: فأخبرنى الذى كان يؤمه فى شهر رمضان أنه كان يصلى معهم التراويح كلها والوتر (¬5).
¬_________
(¬1) ص 152 ج 2 نصب الراية (قيام رمضان) وص 90 قيام الليل (صلاة النبى صلى الله عليه وسلم جماعة ليلا تطوعاً ف رمضان) وص 172 ج 3 مجمع الزوائد (قيام رمضان).
(¬2) تقدم رقم 13 ص 6 (الوتر لا يتكرر).
(¬3) ص 335 ج 2 فتح القدير (قيام رمضان).
(¬4) هو بعض حديث أخرجه أحمد عن أبى ذر. ص 159 ج 5 مسند أحمد. وفيه حسب له قيام ليلة (حديث أبى ذر رضى الله عنه).
(¬5) ص 805 ج 1 مغنى.

الصفحة 21