كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 3)

وقالت المالكية: تندب الجماعة فى الشفع والوتر فى رمضان فقط.
(10) قضاء الوتر:
من تركه عامداً أو ناسياً يطلب منه قضاؤه " لحديث " عطاء بن يسار عن أبى سعيد الخدرى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من نام عن وتره أو نسيه فَلْيُصَلِّهِ إذا ذكره. أخرجه أبو داود، وكذا الحاكم وابن نصر بلفظ: من نام عن وتره أو نسيه فَلْيُصَلِّهِ إذا أصبح أو ذكره. وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين (¬1). {35}
" ولحديث " عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه أن النبى صل الله عليه وسلم قال: من نام عن وتره فليصله إذا أصبح. أخرجه الترمذى مرسلا. {36}
وقال: وهذا أصح من الحديث الأول. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا فقالوا: يُوتر الرجلُ إذا ذكر وإن كان بعدما طلعت الشمس وبه يقول سفيان الثورى (¬2). ولذا اتفق الأئمة الأربعة وجمهور الصحابة والتابعين على أن الوتر يقضى إذا فات. لكنهم اختلفوا إلى متى يقضى. فقال الحنفيون: يجب قضاؤه فى غير أوقات النهى وهى وقت طلوع الشمس حتى ترتفع كرمح، ووقت استوائها حتى تزول، ووقت اصفرارها حتى يتم الغروب.
(وقالت) الشافعية: يسن قضاؤه فى أى وقت. وهو ظاهر الحديث.
(وقال) مالك وأحمد وإسحاق: يُقضى بعد الفجر ما لم تُصلَّ الصبحُ " قال " الترمذى: روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا وتر بعد صلاة الصبح. {37}
¬_________
(¬1) ص 68 ج 8 - المهل العذب (الدعاء بعد الوتر) وص 301 ج 2 مستدرك. وص 238 قيام الليل (أمر النبى صلى الله عليه وسلم بالوتر قبل الصبح).
(¬2) ص 343 ج 2 تحفة الأحوذى (فى الرجل ينام عن الوتر أو ينسى).

الصفحة 22