كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 3)

حتى فارق الدنيا. أخرجه أحمد والبزار والدار قطنى والطحاوى بسند رجاله موثقون، وصححه الحاكم والبيهقى، وأخرجه الدار قطنى والحاكم من عدة طرق عن أنس أن النبى صلى الله عليه وسلم قنت شهراً يدعو عليهم ثم تركه فأما فى الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا (¬1). {50}
وأجاب الأولون:
(أ) " عن حديث " ابن سيرين عن أنس، بأنه محمول على قنوت النازلة، فقد تقدم فى حديث عاصم الأحول عن أنس أنه قال: إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهراً يدعو على أناس قتلوا أناساً
من أصحابه يقال لهم القُرّاء (¬2).
(ب) وعن حديث أنس الثانى بأنه ضعيف لا تقوم به حجة، لأن فى سنده أبا جعفر الرازى، وهو وإن وثقه جماعة ففيه مقال، قال عبد الله ابن أحمد: ليس بالقوى. وقال ابن المدينى: إنه يخلط. وقال أبو زَرَعة: يهم كثيراً. وقال ابن معين: ثقة لكنه يخطئ. ويقوى ضعفه ما ثبت أن أنسَاً نفسه لم يكن يقنت فى الصبح. قال غالب ابن فرْقدٍ الطحَّان: كنت عند أنس بن مالك شهرين فلم يقنت فى صلاة الغداة. أخرجه الطبرانى بسند حسن (¬3). {22}
وعلى فرض صحة حديث أنس فيحمل على القنوت للنوازل، أو المراد أنه كان يطيل الاعتدال بعد الركوع للدعاء والثناء إلى أن فارق الدنيا. قد روى ثابت عن أنس قال: إن لا آلو أن أصلىَ بكم كما رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يصلى بنا. قال ثابت: كان أنس يصنع شياً لم أركم تصنعونه،
¬_________
(¬1) ص 162 ج 3 مسند أحمد. وص 139 ج 2 مجمع الزوائد (القنوت) وص 178 سنن الدار قطنى وص 143 ج 1 شرح معانى الآثار (القنوت فى صلاة الفجر وغيرها) وص 201 ج 2 السنن الكبرى (لم يترك أصل القنوت فى صلاة الصبح).
(¬2) تقدم رقم 46 ص 26.
(¬3) ص 132 ج 2 نصب الراية.

الصفحة 30