كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 3)

كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل قد نسى وبين السجدتين حتى يقول القائل قد نسى. أخرجه البخارى (¬1). {51}
فهذا هو القنوت الذى مازال صلى الله عليه وسلم يفعله حتى فارق الدنيا ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو ربه ويثنى عليه فى هذا الاعتدال وهو غير القنوت المؤقت بشهر، فإنه كان دعاءً على رِعْل وذكْوانَ وعُصيَّة. ودعاءً للمستضعفين.
" ولما صار " القنوت فى لسان الفقهاء وغيرهم هو الدعاء المعروف: اللهم اهدنى فيمن هديت إلخ. وسمعوا أنه صلى الله عليه وسلم لم يزل يقنت فى الفجر حتى فاروق الدنيا، وكذا الخلفاء والصحابة " حملوا " القنوت فيما ذكر على مصطلحهم ونشأ من لا يعرف غيره فلم يشكّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابَه كانوا مداومين عليه كل غداة، فنازعهم فيه جمهور العلماء وقالوا لم يكن هذا من فعله صلى الله عليه وسلم الراتب (ومما يدل) على أن الرماد بالقنوت فى حديث أنس القيام للدعاء (قول) حنظلة السدوسى اختلفت أنا وقتادة فى القنوت فى صلاة الصبح، فقال قتادة قبل الركوع، وقلت بعد الركوع، فأتينا أنس بن مالك فذكرنا له ذلك فقال: أتيت النبى صلى الله عليه وسلم فى صلاة الفجر فكبر وركع ورفع رأسه ثم سجد ثم قام فى الثانية فكبر وركع ثم رفع رأسه فقام ساعة ثم وقع ساجداً. أخرجه سليمان ابن حرب (¬2). {52}
فهذا القيام والتطويل هو مراد أنس. ومنه تعلم:
(أ) أن الراجح أن القنوت خاص بالنّوازل فى الصبح وغيرها. وأما تخصيصه بالصبح فى حديث ابن سيرين عن أنس، فبالنظر لسؤال السائل.
¬_________
(¬1) ص 204 ج 2 فتح البارى (المكث بين السجدتين).
(¬2) ص 73 ج 2 زاد المعاد (القنوت).

الصفحة 31