كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 3)

فجواز خروجهن إلى المساجد مشروط بأمن الفتنة، وإلاُ منِعْنَ الخروج كما هو الحال فى زماننا (قالت عائشة) رضى الله عنها: لو أدْرك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساءُ بعده لمنعَهُنّ المسجد كما مُنِعَه نساء بنى إسرائيل. أخرجه أحمد والشيخان وأبو داود والبيهقى (¬1). {29}
قال البدر العينى: لو شاهدتْ عائشة ما أحدث نساءُ هذا الزمان من أنواع البدع والمنكرات لكانت أشدّ إنكاراً ولاسيما نساء مصر، فإنهن أحدثن من البدع والمخالفات ما لا يوصف. منها الشاشات على رءوسهن كأسنمة البُخْت المائلة. ومنها مشيهن فى الأسواق فى ثياب فاخرة وهن متبخرات متعطرات مائلات متزاحمات مع الرجال مكشوفات الوجوه (¬2) وقد تحقق فيهن قول النبى صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرَهما: قوم معهم سِياط كأذناب بالقر يضربون بها الناسَ. ونساء كاسيات عاريات مُميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخُلْن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. أخرجه مسلم عن أبى هريرة (¬3). {66}
وهو من أعلام نبوته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الظاهرة.
وقال النووى: قوله صلى الله عليه وسلم " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " وشبههه من أحاديث الباب ظاهرة فى أنها لا تمنع المسجد لكن بشرط إلا تكون متطيبة ولا متزينة ولا ذات خلاخل يُسمع صوتها، ولا ثياب فاخرة ولا مختلطة بالرجال ولا شابة ولا نحوها ممن يفتتن بها، وألا يكون فى الطريق ما يخاف
¬_________
(¬1) ص 201 ج 5 - الفتح الربانى. وص 238 ج 2 فتح البارى (خروج النساء إلى المساجد) وص 163، 164 ج 4 - نووى مسلم. وص 268 ج 4 - المنهل العذب (التشديد فى ذلك) أى فى خروجهن إلى المساجد. وص 133 ج 3 - السنن الكبرى.
(¬2) ص 158 ج 6 عمدة القارى.
(¬3) ص 109 ج 14 نووى مسلم (النساء الكاسيات العاريات .. اللباس).

الصفحة 43