كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 3)

" ولقول " جابر بن عبد الله: كانت ديارنا نائية عن المسجد فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقتربَ من المسجد فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن لكم بكل خطوة درجة. أخرجه مسلم (¬1). {79}
" ولا تعارض " بين هذه الأحاديث وحديث حذيفة بن اليمان أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: فضل الدار القريبة من المسجد على الدار الشاسعة كفضل الغازى على القاعد. أخرجه أحمد وحسنه المناوى وصححه السمِوطى (¬2). {80}
" لأن " هذا وارد فى فضل البيت القريب من المسجد، وأحاديث الباب فى فضل المشى إلى المسجد، فالبعيد داراً مشيه أكثر وثوابه أعظم والبيت القريب أفضل. وقيل أحاديث الباب محمولة على من لم تتوقف عليه الجماعة ولا مصلحةُ المسجد. وحديث حذيفة محمول على من تتوقف عليه الجماعة أو مصلحة المسجد من إمام وغيره فسكناه قريباً من المسجد أفضل من بعده عنه. ولذا كانت مساكن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورؤساء الصحابة كأبى بكر قريبة من المسجد، أو لقربه مزية أخرى وهى التمكن من ملازمة المسجد وكثرة التعبد فيه. فلكل مِنْ قُرب المسجد وبعده مزية خاصة.
(الثالث) الصلاة فى الفلاة: ومما يزيد فى فضل الجماعة تأديتها فى الفلاة وهى الأرض المتسعة التى لا ماء فيها " لحديث " أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصلاةُ فى جماعة تعدل خمساً وعشرين صلاة، فإذا صلاها فى فلاة فأتمّ ركوعَها وسجودها بلغت خمسين صلاة.
¬_________
(¬1) ص 168 ج 5 نووى مسلم (فضل كثرة الخطأ إلى المساجد).
(¬2) ص 387 ج 5 مسند أحمد (حديث حذيفة بن اليمان رضى الله عنه).

الصفحة 50