كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 3)

لا يراه فيه أحد إلا الله عز وجل أفضل الصلوات على الإطلاق. وليس ذلك إلا لانقطاع حبائل الرياء الشيطانية التى يقتنص بها كثيراً من المتعبدين. فكيف لا تكون صلاة الفلاة مع انقطاع تلك الحبائل وانضمام ما سلف إلى ذلك بهذه المنزلة؟
(الرابع) الصف الأول: وهو الذى يلى الإمام ولو تخللته مقصورة ونحوها على الصحيح الذى يقتضيه ظاهر الأحاديث. والصلاة فيه أفضل لأن الله تعالى ينزل رحمته أولا على أهل الصف الأول والملائكة تستغفر لهم. ولأنهم حازوا فضيلة السبق والقرب من الإمام. وقد ورد فى ذلك أحاديث " كحديث " أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: خيرُ صفوف الرجال أولها وشرها آخرها. وخيرُ صفوف النساء آخرها وشرها أولها أخرجه السبعة إلا البخارى وقال الترمذى حديث حسن صحيح (¬1). {83}
وإنما كان خير صفوف النساء آخرها لما فيه من بعدهن عن الرجال بخلاف الصف الأول من صفوفهن فإنه مظنة المخالطة وتعلق قلوبهن بالرجال. " وحديث " النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأولى. أخرجه أحمد والبزار بسند رجاله ثقات (¬2). {84}
" وحديث " عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال قوم
¬_________
(¬1) ص 307، 308 ج 5 - الفتح الربانى. وص 159 ج 4 نوى مسلم (تسوية الصفوف وفضل الأول فالأول) وص 69 ج 5 - المنهل العذب (صف النساء وكراهة التأخر عن الصف الأول) وص 131 ج 1 مجتبى (خير صفوف النساء وشر صفوف الرجال) وص 192 ج 1 تحفة الأحوذى (فضل الصف الأول) وص 162 ج 1 سنن ابن ماجه (صفوف النساء).
(¬2) ص 319 ج 5 - الفتح الربانى. وص 91 ج 2 مجمع الزوائد (فى الصف الأول).

الصفحة 52