كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 3)

يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله فى النار. أخرجه أبو داود وابن حبان والبيهقى. وأخرجه مسلم من حديث أبى سعيد بلفظ: لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله (¬1). {85}
ففى هذه الأحاديث الترغيب فى المبادرة إلى الصف الأول، لما فيه من كامل الثواب. لكن محله ما لم يترتب على الدخول فيه ضرر، وإلا فلا ثواب فيه بل من تأخر عنه خشية الإضرار فله أجر زائد على الصف الأول " لحديث " ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من ترك الصف الأول مخافة أن يؤذى أحداً أضعف الله له أجر الصف الأول. أخرجه الطبرانى فى الأوسط. وفى سنده نوح بن أبى مريم وهو ضعيف (¬2). {86}
(8) شروط الجماعة:
هى قسمان: ما يتعلق بالإمام، وما يتعلق بالمأموم.
(أ) فيشترط فى إمام الرجال الأصحاء تسعة شروط:
(الأول) الإسلام: وهو شرط عام، فلا تصح إمامة الكافر إجماعاً.
(الثانى) العقل: فلا تصح إمامة المجنون المطبِق جنونهُ، والسكران المعتوه أما من يُجنّ ويُفيق فتصح إمامته حال إفاقته.
¬_________
(¬1) ص 70 ج 5 المنهل العذب (كراهة التأخر عن الصف الأول) وص 103 ج 3 - السنن الكبرى. وص 158 ج 4 نووى مسلم (تسوية الصفوف .. وفضل الأول فالأول). وتأخيرهم فى النار بعدم إخراجهم منها أولا، او عدم إدخالهم الجنة مع السابقين. وقلا النووى: يتأخرون عن الصفوف الأول حتى يؤخرهم الله عن رحمته وعظيم فضله ورفيع المنزلة وعن العلم ونحو ذلك ولعل هذا التشديد فى حق م أداه تأخيره عن الصف الأول إلى ترك الصلاة أو تأخيرها عن وقتها، وإلا فمن أداها فى غير الصف الأول أو صلاها منفرداً لا يستحق دخول النار
(¬2) ص 95 ج 2 مجمع الزوائد (من ترك الصف الأول مخافة أن يؤذى غيره).

الصفحة 53