كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 3)

وظهور الخلاف الذى شرع لدفعه الاجتماع. فلا يتقدم رجل على ذى السلطنة ولاسيما فى الأعياد والْجُمعات. ولا على إمام الحىّ ورب البيت إلا بإذنه.
(10) إمامة المفضول: يجوز اقتداء الفاضل بالمفضول الذى تصح إمامته. فقد صلى النبى صلى الله عليه وسلم خلف أبى بكر وغيره من الصحابة " قال " المغيرة بن شعبة: خَصلتان لا أسأل عنهما أحداً من الناس، رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فعلَهما: صلاةُ الإمام خلف الرجل من رعِيَّته، وقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صلى خلف عبدِ الرحمنِ ابن عوفٍ ركعةً من صلاة الصبح. ومسحُ الرجل على خُفّيه. وقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين. أخرجه أحمد بسند جيد (¬1). {122}
(وعنه) وقد سئل هل أمَ النبىَّ صلى الله عليه وسلم رَجلٌ من هذه الأمة غيرُ أبى بكر؟ قال نعم كنا فى سفر كذا كذا (الحديث) وفيه فغسل وجهه وغسل ذراعيه ومسح بناصيته ومسح على العمامة وعلى الخفين ثم لَحِقَنَا الناسَ وقد أقيمت الصلاة وعبدُ الرحمن بن عوف يؤمهم وقد صلى ركعة فذهبتُ لأوذِنه فنهانى، فصلينا التى أدركْنا وقَضينا التى سُبِقنا بها. أخرجه الشافعى وأحمد وهذا لفظه ومسلم (¬2). {123}
وفى هذه الأحاديث دلالة أيضاً على فضل تقديم الصلاة فى أول الوقت وأنه إذا تأخر الإمام عنه يستحب للجماعة تقديم أحدهم إذا علموا بحسن خُلق
¬_________
(¬1) ص 247 ج 4 مسند أحمد (حديث المغيرة بن شعبة رضى الله عنه).
(¬2) ص 247 منه وص 144 ج 1 بدائع المنن. وص 171 ج 3 نووى مسلم (المسح على الرأس والحنفين) و (كنا فى سفر كذا) هو سفر غزوة تبوك، كانوا سائرين فعدل النبى صلى الله عليه وسلم عن الطريق لقضاء الحاجة ومعه المغيرة بن شعبة، ثم توضأ فأدرك القوم وقد قاموا عبد الرحمن ابن عوف لما خافوا خروج وقت الفضيلة، فأدركهم النبى صلى الله عليه وسلم فى الركعة الثانية.

الصفحة 88