كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 4)

(16) ويسن- عند الجمهور- اتماد الخطيب حال خطبته على نحو قوس أو عصا (لحديث) الحكم بن حزن الكلفى قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليهوسلم سابع سبعة أو تاسع تسعة، فدخلنا عليه فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة أو تاسع تسعة، فدخلنا عليه فقلنا: يا رسول الله زرناك فادع الله لنا بخير، فدعا لنا بخير وأمر بنا فأنزلنا، وأمر لنا بشئ منالتمر والشأن غذ ذاك دون، فلبثنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اياماً شهدنا فيها الجمعة، ، فقام متوكئاً على عصاً أو قوس، فحمد الله وأثنى عليه بكلمات خفيفات طيبات مباركات، ثم قال: ايها الناس، إنكم لن تطيقوا أو لن تفعلوا كل ما أُمرتم به ولكن سددوا وابشروا. اخرجه أحمد وأبو داود والبيهقى وابو يعلى بسند جيد وصححه ابن خزيمة وابن السكن، وحسن الحافظ سنده (¬1). [198].
وحكمة ما ذكر ما فيه من البعد عن العبث باليد وانه اثبت للقلب (واختلف) العلماء بأى اليدين يعتمد على العصا أو القوس؟
(والظاهر) قول مالك: يستحب أخذ ما يعتمد عليه بيده اليمنى (لقول) عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن فى ترجله وتنعله وطهوره وفى شأنه كله. أخرجه أحمد والشيخان (¬2). [199]
¬_________
(¬1) ص 92 ج 6 الفتح الربانى. وص 256 - 6 المنهل العذب (الرجل يخطب على قوس) وص 206 ج 3 سنن البيهقى. و (حزن) بفتح فسكون. و (الكلفى) بضم ففتح: نسبة إلى بنى كلفة بن حنظلة بن مالك. و (دون) أى والحالة إذ ذاك حال إعسار وضيق من العيش و (سددوا) أى الزموا السداد وهو الصواب من غير إفراط ولا تفريط (وأبشروا) بالثواب على العمل الصالح الدائم وإن قل. والمراد تبشير من عجز عن العمل بالأكمل بأن العجز إذا لم يكن من صنيعه لا يستلزم نقص أجره. وأبهم المبشر به تعظيماً له وتفخيماً.
(¬2) ص 5 ج 2 - الفتح الربانى. وص 189 ج 2 فتح البارى (التيمن فى الوضوء والغسل) وص 160 ج 2 نووى مسلم (حبه صلى الله عليه وسلم للتيامن) و (الترجل) تسريح الشعر.

الصفحة 204