كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 4)

عيد الفطر آكد، لورود النص فيه، فقد قالوا فى تفسير الآية: لتكملوا عدة رمضان ولتكبروا الله عند إكماله لهدايتكم وتوفيقكم لصومه. أفاده ابن قدامة (¬1). وروى نافع عن ابن عمر أنه كان يكبر ليلة الفطر حتى يغدو إلى المصلى. أخرجه البيهقى وقال: ذكر الليلة فيه غريب (¬2). (108).
(وقال) الحنفيون ومالك والجمهور: إنما التكبير عند الغدُوّ لصلاة العيد على ما يأتى بيانه (¬3)، ومنشأ الخلاف الاختلاف فى المراد بالتكبير فى قوله: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}.فقال الجمهور: المراد التكبير عند الخروج لصلاة العيد، لأنه الثابت منفعله صلى الله عليه وسلم على ما يأتى.
(وقالت) الشافعية والحنبلية وجماعة: المراد التكبير ليلة العيد عند رؤية هلال شوال، (لقول) ابن عباس رضى الله عنهما: حق على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال أن يكبروا الله تعالى حتى يفرغوا من عيدهم، لأن الله تعالى يقول: {وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ. أخرجه ابن جرير (¬4). (109).
وإطلاق الآية يدل على التوسعة فى الأمر.
(2) قد اتفق العلماء على أنه يُسن الغسل للعيدين على ما قتدم بيانه فى بحث (اقسام الغسل) (¬5).
(3 و 4) ويُسن التطيب والاستياك للعيد كالجمعة (لقول) الحسن بن على رضى الله عنهما: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى العيدين أن نلبس
¬_________
(¬1) ص 325 ج 2 مغنى.
(¬2) انظر ص 279 ج 3 سنن البيهقى (التكبير ليلة الفطر ... ).
(¬3) يأتى ص 327 (المطلوب رقم 10).
(¬4) ص 92 ج 2 جامع البيان.
(¬5) تقدم ص 308 ج 1 (غسل العيدين).

الصفحة 323