كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 5)
عنك خطيئة (¬1) " أو طول " القيام بالقراءة؟ لخير: أفضل الصلاة طول القنوت (¬2) أي طول القيام، ولفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه تورمت قدماه من القيام وما زاد في غالب أحواله على إحدى عشرة ركعة "قولان" محلهما مع اتحاد زمانهنا. ولعل الأظهر الأول لما فيه من كثرة الفرائض وما يشتمل عليه من تسبيح وتحميد وتهليل وصلاةٍ عليه صلاة الله عليه وسلم (¬3).
(واستدلّ) له أيضاً "بقول" ربيعة بن كعب الأسلمي: كنت أبيت مع النبي صلى الله عليه وسلم آتيه بوضوئه وبحاجته، فقال: سلني، فقلت: مرافقتك في الجنة. قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود. أخرجه احمد وأبو داود. وهذا لفظه (¬4) {383}.
(وأجاب) الأولون بأن هذه الأحاديث لا تعارض الأحاديث الدالة على فضل طول القيام؛ لأن صيغة أفعل الدالة على التفضيل، إنما وردت في فضل طول القيام ولا يلزم من فضل الركوع والسجود، أفضليتهما على طول القيام.
(فالحق) القول بأفضلية طول القيام (قال) العراقي: الظاهر أن أحاديث أفضلية طول القيام محمولة على صلاة النفل التي لا تشرع فيها
¬_________
(¬1) (عليك .. الخ) أي الزم الإكثار من صلاة النافلة، يشير إلى حديث ثوبان وأبى الدرداء رقم (382).
(¬2) أي افضل أحوالها طول القيام. والحديث تقدم عن جابر رقم (380).
(¬3) ص 178 ج بغية السالك لأقرب المسالك (آخر النوافل المطلوبة).
(¬4) ص 59 ج 4 مسند احمد، وص 248 ج 7 المنهل العذب (وقت قيامه صلى الله عليه وسلم من الليل).