كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 5)
ها حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث هشام بن عُروة إِلاَّ من هذا الوجه (¬1) {3}
(وحديث) ابن عباس أَنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم قال فى يوم أَضْحَى: ما عَمِلَ آدمىّ فى هذا اليوم أَفْضَلَ من دَمٍ يُهْرَاق إِلاَّ أَنْ يكون رَحِماً تُوصَل. أَخرجه الطبرانى في الكبير. وفى سنده يحي بن حسن الخشنى، وهو ضعيف وقد وثقه جماعة (¬2) {4}.
(والأَحاديث) فى هذا كثيرة، وهى وإِنْ كانت ضعيفة (¬3) يُقَوِّى بعضها بعضاً، وهى تدل على فَضْل التَّضْحِية، وأَنها أَحَبُّ الأَعمال إلى الله يوم النَّحْر، وأَنها تأْتى يوم القيامة على الصِّفَة التى ذُبحت عليها، ويقَعُ دَمُها بمكانٍ من القبول أَن يقَعَ على الأَرض، وأَنها سُنَّة سيِّدنا إِبراهيم عليه الصلاة والسلام، وأَنَّ للمُضَحِّى بكل شَعَرَاتِ أُضْحِيَتِه حَسَنة.
2 - حكم التضحية:
هى سُنَّة مؤكَّدَة فى حق الموسِر عند الجمهور (منهم) مالك والشافعى
¬_________
(¬1) ص 141 ج 2 سنن ابن ماجه (ثواب الأضحية) وص 221 ج 4 مستدرك. ولفظه: ما تقرب إلى الله يوم النحر بشئ هو أحب ... وص 352 ج 2 تحفة الأحوذى (فضل الأضحية) و (إنه ليأتى) أى الحيوان المذبوح. وأنث الضمير في قرونها وما بعده باعتبار أن المذبوح أضحية (وإن الدم ليقع من الله .. إلخ) كناية عن قبول الله تعالى عمل المضحى. والمعنى أنه يؤتى بالأضحية يوم القيامة كما كانت في الدنيا، فتوضع في ميزان حسنات صاحبها فيكون له بكل عضو منها أجر (وعن) على كرم الله وجهه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: أيها الناس ضحوا واحتسبوا بدمائها، فإن وقع في الأرض فإنه الدم وقع الأرض فإنه يقع في حرز الله عز وجل. أخرجه الطبرانى في الأوسط، وفى سنده عمرو بن الحصين العقيلى وهو متروك الحديث [5] ص 17 ج 4 مجمع الزوائد (فضل الأضحية).
(¬2) ص 18 منه.
(¬3) قال ابن العربى فى شرح الترمذى: ليس فى فضل الأضحية حديث صحيح. اه.
الصفحة 5
320