كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 6)

كل حمرة ثم أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجع فاطلع لم ير شيئاً دخل أخرجه ابو داود بسند فيه ضعيف (¬1) {120}.
(وقال) بعض الفقهاء: يمنع لبس الأحمر ولو مخططا لإطلاق أحاديث النهى السابقة (وردّ) بأن الجمع بين الأحاديث يقضى بحمل حالة النهى على الخالص وأحاديث الإباحة على المشوب بالأحمر وغيره كما تقدم.
(وقال) عطاء وطاوس ومجاهد: يكره لبس الثوب المشبع بالحمرة دون ما كان صبغة خفيفا " لحديث " يزيد بن أبى زياد عن الحسن بن سهيل عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن المفدّم قال يزيد: قلت للحسن ما المفدم؟ قال المشبع بالعصفر. أخرجه البيهقى وابن ماجه بسند صحيح رجاله ثفات (¬2) {121}.
(وعن مالك) أنه يكره لبس الأحمر مطلقا لقصد الزينة والشهرة ويجوز فى البيوت. وروى عن ابن عباس " لحديث " ابن عمر أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من لبس ثوب شهرة فى الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة، ثم ألهب فيه نارا. أخرجه أبو داود وابن ماجه وهذا لفظه (¬3) {122}. والأحاديث فى هذا كثيرة (¬4).
¬_________
(¬1) انظر ص 53 ج 4 سنن ابى داود (باب فى الحمرة) والمغرة بفتح فسكونأو فتح الطبن الأحمر. والمعصفر كمعظم المصبوغ بها.
(¬2) انظر ص 197 ج 2 سنن ابن ماجه (كراهية المعصفر للرجال) و (المفدم) بالفاء وشد الدال المفتوحة، أى المشبع حمرة.
(¬3) انظر ص 198 ج 2 سنن ابن ماجه (من لبس شهرة من الثياب) وص 44 ج 4 سنن ابى داود المعنى أن من لبس ثوبا يقصد به الاشتهار بين الناس بأن كان نفيا يلبسه تفاخرا بالدنيا وزينتها، أو خسيسا يلبسه إظهارا للزهد والرياء. و (ثوب مذلة) من اضافة السبب إلى المسبب أو بيانية تشبيها للمذلة بانثوب فى الاشتمال.
(¬4) منها (حديث) من لبس ثوب شهرة اعرض الله عنه حتى يضعه متى وضعه أخرجه ابن ماجه والضياء المقدسى عن ابى ذر] 123 [انظر ص 198 ج 2 سنن ابن ماجه (وحديث) ما من أحد يلبس ثوبا ليباهى به فينظر الناس اليه إلا لم ينظر الله إليه حتى ينزعه متى نزعه. أخرجه الطبرانى والضياء المقدسى فى المختارة عن أم سلمة وفيه عبد الخالق بن زيد واقد وهو ضعيف {124} انظر ص 135 ج 5 مجمع الزوائد (ثوب الشهرة).
(وحديث) (نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن لبستين المشهورة فى حسنها والمشهورة فى قبحها , أخرجه الطبرانى عن ابن عمر، وفيه بزيغ وهو ضعيف] 125 [انظر ص 135 ج 5 مجمع الزوائد 0 فالثياب) الشرعية قصد ورحمة. وغيرها شقاء ونقمة، ألا قاتل الله قوما باعوا دينهم بدنياهم، وتركوا التزين بزى رضيته لهم الشريعة ن فارادوا نبذة واستبداله بثياب افرنجية، غيثارا لهواهم ودنياهم على ما فيه خيرهم وسعادتهم، وهو التحلى بهدى النبى صلى الله عليه وسلم. وفق الله الجميع لسلوك سبيل الرشاد، والتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم سيد العباد.

الصفحة 149