كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 6)
لم ينظر الله إليه يوم القيامة. أخرجه مالك وأحمد وأبو داودوابن ماجه (¬1) {159}.
" ولقول " الأشعث بن سليم: سمعت عمتى تحدث عن عمها قال: بينما أنا أمشى إذا إنسان خلفى يقول: أرفع إزارك فإنه أتقى وأبقى، فالتفتُّ فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فقلت: يا رسول الله إنما هى بردة ملحاء قال: أمالك فىَّ أسوة؟ فنظرت فإذا إزاره إلى نصف ساقيه. أخرجه الترمذى فى الشمائل. وأخرجه أحمد وابن سعد والبيهقى بلفظ: ارفع إزارك فإنه أنقى لثوبك وأنقى لربك: أمالك فىَّ أسوة؟ (¬2) {160}
" ولحديث " أنس أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال. الإزار إلى نصف الساق أو إلى الكعبين، لا خير فى أسفل من ذلك. أخرجه أحمد
¬_________
(¬1) انظر ص 5 ج 3 مسند أحمد. وص 59 ج 4 سنن ابى داود (قدر موضع الإزار (وص 194 ج 2 سنن ابن ماجه (موضع الإزار اين هو؟ ) و (الإزرة) بالكسر الحالة وهيئة الانزار ن أى حالة المؤمن التى ترضى ربه وتحسن شرعا، أن يكون إزاره إلى نصف ساقه. و (ما اسفل من ذلك الخ) أى ما دون الكعبين وهو قدم صاحب الإزار المسبل ن يكون فى النار عقوبة له. ويحتمل أن يراد به الشخص المسبل فيكون الكلام على حذف مضاف و (البطر) (بفتحتين الكبر وشدة المرح 0 لم ينظر الله اليه) أى نظر رحمة، وهو كناية عن أن الله يعذبه.
(¬2) انظر ص 90 - الشمائل المحمدية و (عمته) هى رهم - بضم فسكون - بنت الأسود ابن خالد. و (عمها) عبيد الله بن خالد المحاربى و (أتقى) أى اقرب الى سلوك سبيل التقوى للبعد عن الكبر والخيلاء والقاذورات وفى بعض النسخ أنقى بالنون. أى أنظف إذ غسباله يقتضى تعلق النجاسة والقاذورات به فيتلوث (وأبقى) بالباء الموحدة، أى أكثر بقاء للثوب، فإن الإسبال يؤدى الى سرعة بلائه فينبغى للعاقل الرفق بما يستعمله والاهتمام بحفظه وتعهده، لأن إهماله تضييع وإسراف ز و (بردة ملحاء) كحمراء وهى كساء مخطط فيه بياض وسواد. ومراده أنها بردة مبتذلة ليست للزينة، فجرها لا يؤدى إلى الخيلاء، فاشار إليه صلى الله عليه وسلم أن يقتدى به فى تقصير الثياب وإن لم يؤد إسبالها إلى الخيلاء سد للذريعة.