كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 6)

(وبهذا) تحقق ما أخبر به الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم (روى) أبو هريرة أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس. ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخث المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. أخرجه أحمد ومسلم (¬1) {
173}
¬_________
(¬1) انظر ص 109 ج 14 نووى مسلم (النساء الكاسيات العاريات .. اللباس) و (كاسيات) أى من نعم الله تعالى (عاريات) من شكرها، أو ساترة بعض بنسها كاشفة بعضه، أو تلبس ثوبا رقيقا يصف بدنها. و (مائلات) أى عن طاعة الله وما يلزمهن حفظة، أو يمشين متبخترات. و (مميلات) لأكتافهن، أو يعلمن غيرهن فعلهن المذموم أو يملن الشبان إليهن بما يبدين من زينتهن (رءوسهن كاسنمة البخت) أى يعظمنها ويكبرنها بما يلف كالعمامة، أو يجمعن شعورهن حتى تشبه اسنمة الإبل البخت ذات السنام المائل. وهو من شعار العاهرات.
(قال) القرطبى فى معنى الحديث: نساء كاسيات عاريات، يعنى كاسيات بالثياب عاريات من الدين، لانكشافهن وغبداء محاسنهن. وقيل كاسيات ثيابا رقاقا يظهر ما تحتها وما خلفها فهن كاسيات فى الظاهر عاريات فى الحقيقة. وقيل كاسيات فى الدنيا بانواع الزينة من الحرام وما لا يجوز لبسه، عاريات يوم القيامة (مائلات) أى زائغات عن طاعة الأزواج وما يلزمهن من صيانة الفروج والتستر عن الأجانب. و (مميلات) يعلمهن غيرهن الدخول فى مثل فعلهن، وقيل مائلات متبخترات يملن رءوسهن وأعطافهن للخيلاء والتبختر، وقيل مميلات لقلوب الرجال بما يبدين من زينتهن وطيب رائحتهن (على رءوسهن مثل اسنمة البخت) أى يعظمهن رءوسهن بالخمر والمقانع ويجعلن على رءوسهن ما يسمى عندهن الفاهرة لا عقص الشعر والذوائب المباحة للنساء أهـ ملخصا (وفى الحديث) ذو هذين الصنفين، وهو معجزة ظاهرة للنبى صلى الله عليه وسلم، لقد تحقق ما أخبر أنه سيكون وقد ورد تحذير النساء من لبس رقيق الثياب التى تصف البشرة فى غير حديث كما يأتى فى ط بحث الثياب الرقيقة " ص 179 - ان شاء الله تعالى

الصفحة 170