كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 6)
(وإن تعجب) أيها المؤمن فعجب من ذلك الرجل الذى يترك امرأته تتزيا بزى الخلاعة أمام البنات والخادمات (¬1) حتى فشا الفجور باسم المدنية والتقدم، وتهدَّم الشرف وضاعت الفضيلة تحت ستار الحضارة والرقى.
(كيف) لا يخجل ذلك الرجل الذى يتأبط المرأة فى الطرقات وهى شبه عارية؟ أيصل به تفكيره إلى أن زوجته مشاع للجميع؟ فليتمتع بالنظر إليها من شاء.
(ألا يحسّ) ذلك الرجل الذى يترك بناته على هواهنّ، ويتفانى فى شراء أدوات الزينة والتهتك لهنّ فيخلعن ثوب الوقار ويلبسن ما يغضب الواحد القهار.
(ألا يجدر) بهؤلاء وأولئك أن يرجعوا إلى تعاليم الدين الحنيف فيعملوا على ما فيه الخير لنسائهم وبناتهم فى الدنيا والآخرة من حشمة ووقار.
(ألا يجدر) بحضرات المحامين - وهم الطبقة المتعلمة ولاسيما الشرعيين منهم - أن يجعلوا من مكاتبهم أماكن وعظ وهداية لتلك التى خرجت من خدرها تريد محاربة زوجها، وقد حاربت ربها من قبله بخروجها عارية سافرة فى الطرقات يشاهدها الفساق والفجار، وكثير ماهم.
(ألا تعمل) الحكومة على سنّ قانون يضرب بيد من حديد على كل من تحدّثها نفسها بانتهاك حرمتها وخروجها بشكل فاضح مزر بكرامتها وكرامة قومها ووطنها الإسلامى.
¬_________
(¬1) وإنا نسجل هنا مكرمة تذكر فنشكر لصاحب المعالى وزير المعارف - المرحوم محمود فهمى النقراشى باشا - فى هذا الشان. قالت مجلة الاعتام فى عددها الرابع الصادر فى 19 من شوال سنة 1358 هـ لاحظت وزارة المعارف أن بعض طالبات المدارس يذهبن الى مدارسهن بملابس الألعاب الرايضية القصيرة، ويظهرن بها فى الطريق بدل الملابس العادية. وترى الوزارة أن هذا يتنافى مع ما يجب أن تكون عليه الطالبة من تمام الحشمة فكتبت الى حضرات ناظرات مدارس البنات تطلب اليهن أن ينبهن الطالبات - لا سيما كبارهن - الى عدم الظهور فى خارج المدرسة بملابس الألعاب الرياضية (وإنها) لخطوة مباركة لمعالى وزير المعارف، نرجو أن يشفعها معاليه ببث الروح الدينية بين المتعلمين والمتعلمات، مع المراقبة الشديدة على تنفيذ هذا الأمر والعمل على مقتضاه، ومؤاخذة من يتوانى فى العمل به حتى يعود للأمة مجدها وعزها ويرجع لها وقارها وهيبتها، وكرامتها، نسال الله الجميع الهداية والتوفيق.