كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 6)

(فوائد) (الأولى) يباح المشى فى قبقاب خشب فقد قال الإمام أحمد: لا باس بالخشب أن يمشى فيه إن كان لحاجة. قاله فى غذاء الألباب.
(الثانية) يندب المشى حافيا بلا نعل أحيانا إن أمن مؤذيا ومنجسا، اقتداء بالنبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فقد كان يمشى حافيا، لاسيما إلى عيادة المريض تواضعا وطلبا لمزيد الأجر (قال) ابن عمر رضى الله عنهما - فى عيادة النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم لسعد بن عبادة رضى الله عنه - فقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقمنا معه ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص نمشى فى السباخ. أخرجه مسلم (¬1) {356}.
(وعن) قضالة بن عبيد رضى الله عنه أنه لما كان أميرا بمصر قال له بعض أصحابه: لا أرى عليك حذاء. قال: كان بالنبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأمرنا أن نختفى أحيانا. أخرجه أبو داود (¬2) {357}.
(وعن) ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يمشى حافيا وناعلا. أخرجه البزار بسند رجاله ثقات وصححه العراقى (¬3) {358}.
(وعن) ابى حدرد أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: تمعددوا واخشوشنوا وانتصلوا وامشوا حفاة. أخرجه الطبرانى وابن شاهين وأبو نعيم، وفى سنده يحيى بز زكريا بن ابى زائدة وهو ضعيف. وأخرجه ابن عدى من حديث أبى هريرة (قال) المناوى: الكل ضعيف (¬4) {359}. (وقال) الحافظ
¬_________
(¬1) انظر ص 318 ج 2 تخريج أحاديث الإحياء للعراقى (جملة من محاسن أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم) و (السباخ) جمع سبخة بفتح فسكون، وهى ارض تعلوها الملوحة لا تكاد تنبت.
(¬2) لم نعثر عليه فى سنن أبى داود.
(¬3) انظر ص 371 ج 2 - الإحياء للغزالى.
(¬4) انظر ص 136 ج 5 مجمع الوائد (ترك الرفاهية) ورقم 3364 ص 268 ج 3 فيض القدير. و (تمعددوا)، أى تشبهوا بمعد بن عدنان فى تقشفه وخشونة عيشه وفى رواية تمعززوا، أى تشددوا فى الدين من العز والقوة (وانتضلوا) (أى تعلموا الرمى بالنضال أى السهام 0 وفيه) الحث على التواضع والنهى عن إفراط الترفه (قال) الغزالى رحمة الله: التنزين بالمباح مباح، لكن الخوض فيه يوجب الأنس به حتى يشق تركه واستدامة الزينة لا تكون الا بمباشرة اسباب يلزم منها فى الغالب ارتكاب المعاصى من المداهنة ومراعاة الخلق فالحزم اجتناب ذلك.

الصفحة 276