كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 6)

الله عليه وسلم وينبغى تجنب لين الفراش (فقد) قال جابر بن عبد الله ذكر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الفرش فقال: فراش للرجل وفراش لمراة وفراش للضيف والرابع للشيطان. أخرجه مسلم وابو داود والنسائى (¬1) {373}.
(والمعنى) أن ما زاد عن الحاجة من الفراش فاتخاذه للمباهاة والفخر وما كان كذلك فهو مذموم يرتضيه الشيطان ويحسنه فاضيف اليه. ويحتمل أنه على ظاهره. والمعنى أن الزائد عن الحاجة يكون للشيطان عليه مبيت ومقبل
هذا وتعدد الفراش للزوج والزوجة إنما يكون عند الحاجة كالمرض ونحوه، وإلا فاجتماعهما فى فراش واحد أفضل. وهو الذى واظب عليه النبى صلى الله عليه وسلم، مع مواظبته على قيام الليل.
(فقد) كان ينام مع زوجه فإذا أراد التهجد قام وتركها، فلنقتد به صلى الله عليه وسلموهذا من باب حسن العشرة، لا سيما إن عرف من حالها حرصها على النوم معه.
(وقالت) عائشة رضى الله عنها: كان فراش رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذى ينام عليه من أدم حشوة ليف. أخرجه الخمسة إلا النسائى وقال الترمذى: حديث حسن صحيح (¬2) {374}. وأخرجه ابو داود عن عائشة قالت: كانت ضجعة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من آدم حشوها ليف (¬3) {375} (وعنها) قالت: كان وسادة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
¬_________
(¬1) انظر ص 270 ج 3 تيسير الوصول (الفرش) بضمتين جمع فراش.
(¬2) انظر ص 270 ج 3 تيسير الوصول (فى الفرش والوسائد) و (الآدم) بفتحتين جمع أديم، وهو الجلد المدبوغ.
(¬3) انظر ص 71 ج 4 سنن ابى داود (فى الفراش) و (ضجعة) بكسر فسكون من الاضطجاع، وهو النوم وبفتح الضاد المرة من الاضطجاع. والمراد ما كان مضطجع عليه.

الصفحة 291