كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 7)

وآخر سورة المؤمنين: " فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ " (¬1)
¬_________
(¬1) آخر سورة المؤمنون قوله تعالى (فتعالى الله الملك الحق لا اله غلا هو رب العرش الكريم. 116 ومن يدع مع الله الها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون 117 وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين 118) المفردات (فتعالى) أى تنزه عن الولد والشريك وأن يخلق شيئا عبثا (والعرش العظيم) أى السرير الحسن المنظر (والبرهان) الحجة الواضحة والبينة القاطعة (والحساب) الجزاء (والغفر) المحو أو الستر (والرحمة) التوفيق والسداد.
والمعنى: أنه يجب على كل عاقل أن يعتقد أن الله تعالى منزه عن الولد والشريك والنقص لأنه الملك الحق فى كل أقواله وأفعاله لا معبود بحق إلا هو مالك العرش الكامل الخلق البهى الشكل فهو إله ورب لما دون العرش بالأولى. ثم رد الله ما عليه أهل الشرك موبخا لهم ومقرعا فقال " ومن يدع مع الله الها آخر" يعبده مع الله أو يعبده وحده بلا برهان ولا حجة فإنما جزاؤه عند ربه الذى خلقه فسواه ثم أخبر الله تعالى أنه لا فلاح للكافرين ولا نجاة لهم. ثم ارشد الله تعالى الى دعاء جامع فقال " وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين " (وقد) روى الحسن بن عبد الله أن ابن مسعود قرأ فى اذن مصاب " افحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم غلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق " حتى ختم السورة فبرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذى نفسى بيده لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال. أخرجه ابن ابى حاتم والحكيم الترمذى وأبو يعلى وابن المنذر وابن مردوية وأبو نعيم فى الحلية. انظر ص 486 ج 3 فتح القدير الشوكانى.

الصفحة 144