كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 7)

ثم اخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء ثم صبه عليه. أخرجه أبو داود والنسائي (¬1) {216}
والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الماء في فيه ثم رمى بالماء على التراب ثم صب التراب المخلوط بالماء على ثابت بن قيس. وإنما جعل الماء أولا في فيه ليخالط ريق النبي صلى الله عليه وسلم (ويؤيده) حديث سفيان بن عيينه عن عبد ربه بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح قال بإصبعه هكذا. ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها فقال: " تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا " اخرجه الستة إلا الترمذى (¬2). {217}

المعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يأخذ من ريق نفسه على سبابته ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شئ فيمسح به الموضع الجريح أو العليل قائلا حال المسح باسم الله ... " وفيه دلالة على جواز الرقى من كل الآلام وأن ذلك
¬_________
(¬1) انظر ص 12 ج 4 عون المعبود (فى الرقى). و (بطحان) بفتح فسكون اسم واد فى المدينة و (النفث 9 الرمى يقال نفثه من باب ضرب إذا رمى به ونفث اذا برق ولا ريق معه.
(¬2) انظر ص 162 ج 10 فتح البارى (رقية النبى صلى الله عليه وسلم) وص 183 ج 14 نووى (رقية المريض)، وص 19 ج 4 عون المعبود (كيف الرقى)، وص 187 ج 2 ابن ماجه (ماعوذ به النبى صلى الله عليه وسلم) (وتربة ارضنا) أى هذه تربة أرضنا ممزوجة بريقة بضنا. والمراد جملة الأرض. والنفث ووضع السبابه على، لعله الخاصية فى ذلك أو لطلب مباشرة الأسباب المعتادة. وقد دلت التجارب الطبية أن للريق مدخلا فى النضج وتعديل المزاج. وتراب الوطن له تأثير فى حفظ المزاج ودفع الضرر. وتمامه بص 162 ج 10 فتح البارى. و (يشفى سقيمنا) بضم أوله مبنيا للمجهول. وبفتحه والفاعل مقدر وسقيم مفعول

الصفحة 153