كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 7)
عيادة الذمي: تجوز عيادته إذا أرجى منها مصلحة له أو للعائد أو كان قريبا أو جارا (لحديث) ثابت عن أنس أن غلاما من اليهود مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له: " اسْلِمْ " فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه فقال له أبوه: أطعْ أبا القاسم فاسلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول " الحمد لله الذي أنقذه بى من النار " أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي (¬1) {43}
(وعن) أنس أن أبا طالب مرض فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يابن أخي أَدعُ إلهك الذي تعبُد أن يعافيني. فقال: " اللهم اشفِ عَّمى " فقام أبو طالب كأنما نَشِط من عِقال فقال له يابن أخي: إن إلهك الذي تعبُد لَيُطِيعُك. قال: " وأنت يا عم إن أطعتَ الله ليطيعُك " أخرجه الطبرانى في الآوسط وفيه الهيثم بن جمار البكاء وهو ضعيف (¬2) {44}
وبهذا قال الجمهور. قالت الحنبلية: لا يعاد مبتدع ومجاهر بمعصية وتحرم عيادة الذمي (¬3)
(5) طول العمر مع حسن العمل: طول العمر له اثر عظيم في السعادة وضدها لأنه كلما طال عمر الإنسان كثر عمله واطلع على أحواله الدنيا وتقلباتها (فإنه) اتعظ بكثرة من مات وما يقع من الشدائد، فزهد في الدنيا وأكثر من عمل الخير والبر، كثرت حسناته وكُفَّرت سياتُه ورُفعت درجاته وقبله مولاه إذ لم يره حيث نهاه ولم تفقده حيث أمره فكان سعيدا في الدنيا والآخرة. قال الله تعالى: " مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
¬_________
(¬1) انظر ص 94 ج 10 فتح الباري (عيادة المشرك) (وص 226 ج 8 - المنهل العذب) (عيادة الذمي).
(¬2) انظر ص 300 ج 3 مجمع الزوائد (عيادة غير المسلم).
(¬3) انظر ص 7 ج 2 غذاء الألباب.
الصفحة 18
496