كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 7)

وقد ورد في فضل طول العمر وحسن العمل أحاديث (منها) حديث عبد الرحمن ابن آبى بَكرة عن أبيه أن رجلا قال: " يا رسول الله أى الناس خير؟ قال: من طال عُمره وحسُن عملُه. قال: فأى الناس شر؟ قال: من طال عُمره وساء عملُه " أخرجه أحمد والترمذى وقال حسن صحيح، والطبرانى والحاكم والبيهقى بسند صحيح (¬1) {46}
(وحديث) أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أُنَبئكم بخيركم؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: " خيارُكم أطولكم أعمارا وأحسنكم أعمالا " أخرجه أحمد وابن حبان والبيهقى بسند رجاله رجال الصحيح (¬2) {47}
6 - حسن الظن بالله تعالى: ينبغي المريض أن يغلَّب الرجاء على الخوف ولا يياسَ من رحمة الله فإنه لا يياسُ من روَح الله إلا القوم الكافرون، وعليه أن يحسن الظن بالله بأن يرجوَ مغفرتهَ وعفوَه، ولا يياسَ من رحمته لكن لا يركن إلى حسن الظن وهو منغمس في الشهوات وغارق في المخالفات ظالم لنفسه مخالف أوامر ربه. بل يلزم سبيل الرشاد متذكرا قول الله تعالى: " ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ " (¬3) فمن فعل ذلك ثم أحسن الظن بالله فقد أحسن إلى نفسه
¬_________
(¬1) انظر ص 50 ج 7 - الفتح الرباني وص 371 ج 3 بيهقى (طوبى لمن طال عمره وحسن عمله) وص 264 ج 3 تحفة الأحوذى (طول العمر للمؤمن).
(¬2) انظر ص 50 ج 7 - الفتح الرباني. وص 371 ج 3 بيهقى (طوبى لمن طال عمره وحسن عمله).
(¬3) النحل: 119 (للذين) متعلق بمحذوف آي ثم إن ربك لغفور رحيم للذين عملوا السوء (بجهاله) آي بسبب جهل العواقب وجلال الله تعالى

الصفحة 20