كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 7)

الجنازة فقال: " اللهم أنت ربها وأنت خلقتها وأنت رزقتها وأنت هديتها للإسلام وأنت قبضت روحها وأنت اعلم بسرها وعلانيتها، جئنا شفعاء له فاغفر له ذنبه ". أخرجه احمد وأبو داود والبيهقى والنسائي في عمل اليوم والليلة بسند جيد (¬1). {522}
(قال) واثلة بن الاسقع: صلى بنا صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين فسمعته يقول: " اللهم أن فلان في ذمتك وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم فاغفر له وارحمه فانك أنت الغفور الرحيم " أخرجه احمد وأبو داود وابن ماجة بسند جيد (¬2) {523}
(هذا) وقد جمع الشافعي - من مجموع الأحاديث الواردة - دعاء رتبه واستحبه قال يقول اللهم هذا عبدك وابن عبدك خرج من روح الدنيا وسعتها - ومحبوبة وأحباؤه فيها - إلى ظلمة القبر وما هو لاقيه. كان يشهد إن لا اله إلا أنت وان محمدا عبدك ورسولك وأنت اعلم به. اللهم إنه نزل بك وأنت خير منزول به، واصبح فقيرا إلى رحمتك وأنت غنى عن عذابه. وقد جئناك راغبين
¬_________
(¬1) انظر ص 234 ج 7 - الفتح الربائى (ما يقال من الادعيه في الصلاة على الميت) وص 40 ج 9 - المنهل العذب المورود (لدعاء للميت) وص 42 ج 4 بيهقى.
(¬2) انظر ص 234 ج 7 - الفتح الربائى - وص 42 ج 9 - المنهل العذب المورود (الدعاء) (للميت) وص 235 ج 1 - ابن ماجة. والمراد بذمة الله حفظه ورعايته. والمرد بالحبل العهد أي اجعله في كنف حفظك وعهدك. والأظهر إن المراد بالحبل القرآن أي انه يتمسك به واقف عند حدود (لحديث) ابن عباس أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم قال: القرآن حبل الله المتين. أخرجه الحاكم وصحيحه. كان من عادة العرب إن يخيف بعضهم بعضا فكان الرجل إذا أراد سفرا اخذ عهدا من سيد كل قبيلة فيأمن به مادام في حدودها حتى ينتهي إلى الآخر فيأخذ مثل ذلك. فهذا حبل الجوار أي العهد والآمان والنصرة. انظر ص 197 ج 1 نهاية ابن الأثير (مادة حبل).

الصفحة 381