كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 7)

وهو قول الجمهور (وأجابوا) بأن ما فعله شقران خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم (قال) وكيع: هذا للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة. أخرجه ابن سعد في الطبقات وله عند الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افرشوا لي قطيفتى في لحدي فإن الأرض لم تسلط على أجساد الأنبياء (¬1). وقد نص الشافعي وغيره على كراهة وضع قطيفة أو مضربة (مرتبة) أو وسادة أو نحو ذلك تحت الميت (وشذ) عنهم البغوى فقال: لا بأس بذلك لهذا الحديث والصواب كراهته كما قال الجمهور (¬2)

(5) ما يطلب في القبر: يطلب فيه ستة أمور:
(أ) يستحب توسيعه وتحسينه اتفاقا وكذا إعماقه عند غير المالكية (لقول) هشام بن عامر: شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقلنا يا رسول الله: الحفر علينا لكل إنسان شديد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احفررا وأعمقوا وأحسنوا. وفى رواية: أوسعوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر وقدموا أكثرهم قرآنا " أخرجه أحمد والبيهقى وأبو داود والنسائي (¬3). {654}
(ودفن) الاثنين والثلاثة في القبر لا يكون إلا لضرورة كما يأتي إن شاء الله.
(واختلف) العلماء في قدر الإعماق (فقال) الحنفيون وأحمد: يعمق قدر نصف القامة أو على الصدر وإن زاد فحسن. وطول القبر على قدر طول الميت ن وعرضه على قدر نصف طوله. (وقالت) الشافعية وبعض الحنبلية: حد الإعماق قدر قامة وبسطة وهى مد يديه قائمة إلى رءوس الأصابع وقدر بأربعة أربع.
(قال) الحسن: أوصى عمر أن يجعل عمق قبره قامة وبسطة وحكمته إلا ينبش
¬_________
(¬1) انظر ص 283 ج 1 زهر الربى شرح المجتبى.
(¬2) انظر ص 24 ج 7 نووى مسلم.
(¬3) انظر ص 54 ج 8 - الفتح الربانى. وص 413 ج 3 بيهقى (اتساع القبر وإعماقه) وص 68 ج 9 - المنهل العذب المورود (تعميق القبر) وص 283 ج 1 مجتبى (اعماق القبر).

الصفحة 462